قبل أن تنيرني بوجودك،
عشت طوال العشرين سنة كمرابط على حدود الدولة،
يتمسك بيقظته رغم الأرق و التعب اللذان يعتليان حقيقته،
فقط لترصد أي حركة مباغتة
قد تودي بحياته و مستقبل وطنه،
ممسكا سلاحه دون ملل
و خاشعا ببصره دون تعب
و حي بحدسه دون سهو ولا غفلة...
كذلك عشت أنا طوال العشرين سنة، متأهبة دائما لأحافظ على نفسي وسط كل هذا الخراب، أحاول البقاء يقظة رغم رغبتي أحيانا في الإستسلام فأنا أريد أن أنام، متعبة من تسلحي الدائم، من لعبي لدور المرأة و الرجل في آن واحد، من الحيطة التي ألتزمها دائما في كل شيء خوفا من فخاخ الدهر و مكائد الأيام،
لكني بقيت يقظة رغم رغبتي بأن أنام، فكما تعلم رغم الصلابة التي أبدو لك عليها أنا هشة
ثم أتيت أنت، أخيرا قدمت إستقالتي، لم تعد حمايتي مسؤوليتي، إستقلت من الخوف و وضعت سلاحي جانبا، مضيت مسالمة بكل خطوة و نسيت هلعي و حيطتي... أصبحت حمايتي مسؤوليتك و سعادتي مهمتك، وجدت أخيرا السند الذي أتوكؤ عليه و الجدار الذي أحتمي خلفه و كلي يقين أن لا شيء يمكن أن يصيبني من خلاله فهو صلب بقدر متانة الحب الذي يقدمه رجل لإمرأته، رجلا و ليس ذكرا و شتان بين هذا و ذاك.
قويدري سميرة