الراحل البروفسور زاكي الدين أحمد حسين أحد أشهر اختصاصي الجهاز الهضمي في السودان مواطن تجرد عن كل مطالبه الشخصية وجعل مطالب وطنه همه الأول، ولعل قصة إنشاء مستشفى ابن سينا تقف شاهداً شاخصاً لعظمة هذا الرجل وحبه وتفانيه وإنسانيته (رحمه الله)، وتقول القصة والتي أضحت كما قلت كوة وطنية متجردة خالصة لوجه الوطن، اصيبت زوجة سفير اليابان بالسودان في سبعينيات القرن الماضي بآلام حادة في معدتها فاتصل السفير برئاسة حكومته لأن زوجته كانت تعاني من آلام حادة ولا توجد وسيلة لتسفيرها، هنا اتصلت الحكومة اليابانية بالخارجية السودانية والتي رشحت لهم الدكتور زاكي الدين أحمد حسين لمعاينتها، ورغم رداءة بيئة المستشفى وافق السفير بإجراء العملية داخل مستشفى حكومي لأن الطبيب الفذ أوضح بأن على السفير تحمل مسؤولية أو عواقب تأخير إجراء العملية لأنها قد تكون كارثية وقد تؤدى إلى موتها، زوجة السفير لم تكن امرأة عادية بل هي ابنة الإمبراطور، مما يدل بأن السفير الياباني آنذاك كان من نوعية السفراء القامة ذوي الجاه الطيب، تكللت العملية بالنجاح واعتبر اليابانيون نجاح العملية في بيئة رديئة مثل بيئة مستشفياتنا معجزة غير عادية، بعد عودة السفير وزوجته لليابان قاما بإجراء الفحوصات والتحاليل المطلوبة لتقييم ما تم من عملية اضطرارية في دولة افريقية، كانت النتائج ممتازة حيث يقال بأن التقرير الطبي أكد أنه ما كان يمكن أن يجرى لها حتى في اليابان غير نفس العملية وبكل تفاصيلها مع وجود جانب سالب واحد والمتمثل في البيئة غير الصحية بالمستشفى الذي أجريت فيه العملية، ولأن اليابانيين لهم في الأصول وتقدير الجميل باع طويل أصروا على تقديم الدعوة لهذا الطبيب الذي أنقذ ابنة الامبراطور وهو شخصياً الذي تكفل بدعوة الدكتور زاكي الدين، وهنا يأتي قدر الرجال، خُيِّر الدكتور بأن يطلب ما يريد، الامبراطور واليابان تضعان كل إمكانياتهما تحت طلب هذا السوداني، لم يطلب مالا ولا عقاراً ولا حساباً في سويسرا، البروفسور زاكي الدين قال لهم انتم تعرفون بأن مشكلتنا ليست في عدم وجود امكانيات بشرية ولا ندرة أطباء لكنه أكد بأن المشكلة تكمن في البيئة السيئة والمعدات المتخلفة تقنياً، طلب منهم بأن يبنوا في السودان مستشفى بمواصفات يابانية واستجابوا فجاء مستشفى ابن سينا المتخصص في الباطنية وجراحتها بكل البيئة المثالية المطلوبة
المصدر
صحيفة الصيحة السودانية
صحيفة الوطن الكويتية