الرثاء أدب أسسه أهل سومر وبقي الحزن السومري ملاصق للعِراق حتى يومنا هذا.
بعد دمار أور على يد قبائل العيلاميين القادمين من الشرق كُتبت أقدم قصائد الرثاء في العالم "مرثاة أور"
تبكي نينغال على مدينتها فتقول في رثاء أور:
ناحت أور، وشاركها النواح إلهها الباكي
ننار إلهك المُحب الذي دُمرت بلاده
ينوح نواح الثكلى، وشاركته الالهة النواح
رثاؤك مرٌ أليم أيتها المدينة
مدينة أور المُخربة رثاؤها مرٌ أليم
سيظل نواحك يُحزن إلهك الباكي
إلهك الذي دُمر معبده يشارك مدينته البكاء
شاركته ننكًال البكاء على مدينته المضيئة
هجرت الآلهة النائحة المدينة
فأظلم النهار ولم يعد من ثمة قانون أو نظام
أطبق الأعداء على المدينة كالأعاصير العاتية
واكتسحت العاصفة كل شيء كالطوفان
دُمرت الاسواق والبيوت والمزارع
وأزيلت حضائر الحيوانات من الوجود
لم تعد ثيران وأغنام سومر تسرح في مراعيها
أصبحت مياه الأنهار راكدة آسنة
صارت الحقول الغنية تنبت أعشاباً ضارة
والسهول الواسعة أخذت تنتج مزروعات ذابلة
أصبحت الأم لا تنحني على أطفالها
ولم تعد تغني لهم أغانيها الجميلة
لم يعد الزوج يتغزل بزوجته
ولم تعد الزوجة تفرح لملاقاته
لقد تغير حال الحكم
جاء حكم كريه من أرض معادية
استباح المعابد وأهان الآلهة
أقدام الجنود دَنست حرم أي كًشنو كًال المقدس
لم يعد أبناء أور يقيمون في منازلهم
لقد أصبحوا غرباء في مدينتهم
ذبل النبت على ضفاف دجلة والفرات
ولم يعد أحد يسلك الطرقات والدروب
آل مصير المدن والقرى العامرة الى خراب
وصار أبنائها يُقتلون بالهراوة
#أحمد_الملاح