قد يسبب الصيام جفاف بشرة الوجه والجسم بسبب نقص الماء - iStock
يحدث جفاف البشرة عندما تنخفض نسبة السوائل فيها عن طريق التعرُّق والترطيب الذاتي وخلافه خلال اليوم، بالتزامن مع نقص نسبة دخول السوائل للجسم لتعويض هذا القدر من الماء المفقود.
يفقد الجسم جزء من ترطيبه في رمضان، ويتم تعويضه بشرب المياه – iStock
ويصبح من الشائع إصابة الجلد بالجفاف خلال شهر رمضان، بسبب الصيام لساعات طويلة والامتناع عن الشرب، وخاصة إذا ما تزامن ذلك مع ارتفاع في درجات الحرارة.
ومع ذلك، يمكن بالالتزام ببعض النصائح البسيطة يومياً تقليل هذه المشكلات.
الماء هو المرطب الأساسي للجلد
يُعتبر توقيت تناول وجبة الإفطار وعند السحور أو في الأوقات البينية بينهما، هي الفرصة الحقيقية لتلبية احتياج الجسم من السوائل والعناصر الغذائية الهامة خلال أيام الصيام في شهر رمضان.
ويمثّل الماء مصدر الرطوبة الأساسي للجلد، لذلك ينبغي الانتباه بعناية إلى ضرورة استهلاك الكمية المناسبة من المياه في الفترات السابقة لساعات الصيام.
الأمر ببساطة كالتالي: إذا كان الجسم يتم ترطيبه بشكل جيد، فستحتفظ البشرة برطوبتها أيضاً.
وينصح خبراء التغذية بشرب لترين من الماء يومياً على الأقل خلال فترات الإفطار، وتقسيمها بشكل متوازن على مدار تلك الفترة لتجنُّب الإصابة بالتسمم المائي، بحسب موقع مايو كلينيك.
أما إذا كنت ممن يكافحون من أجل شرب الماء، فيمكنك تحفيز نفسك بإضافة بعض الخيار أو النعناع أو الليمون عليه لتنكيهه.
وبالنسبة للكافيين، من المعروف أن القهوة والمشروبات الغازية تسبب الجفاف، لذا ينبغي التمسك بشرب الماء فقط قدر الممكن. كما يُمكن زيادة تناول الأطعمة الغنية بالمياه مثل البطيخ والجريب فروت والكرفس والخيار والخس، لزيادة ترطيب الجسم.
ويقول الطبيب محمد مختار لمجلة Emirates Women: "يجب شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب (أو أكثر) يومياً، وتقليل تناول الكافيين مثل الصودا والقهوة والشاي، إذ يمكن أن تكسر تلك المشروبات المعادن والسوائل في الجسم، ما قد يؤدي إلى الجفاف".
ترطيب البشرة خلال اليوم
ويُعد ترطيب البشرة خلال شهر رمضان من الأمور المهمة للغاية لحماية الجلد من تداعيات الجفاف بسبب صيام، لذا يجب التأكُّد من وضع الكريمات المُرطبة للوجه والجسم بشكل دوري في الصباح، وبعد كل استحمام وقبل الخلود للنوم، مع مراعاه استخدام الماء الفاتر أو البارد بدلاً من الساخن الذي يُفقد الجلد زيوته الطبيعية ويسبب الجفاف والترهُّل وظهور علامات التقدم في السن.
وبحسب مجلة Teen Vogue النسائية، يُنصح عند الخروج من المنزل بتجنُّب التعرُّض لأشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان أثناء الصيام، واختيار كريمات الوجه النهارية التي تحتوي على مكونات الوقاية من الشمس لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، التي تتسبب في جفاف الجلد وإصابته بالبقع الداكنة والنمش والالتهابات.
الترطيب اليومي وبعد الاستحمام يساعدنا في حماية الجلد من الجفاف خلال رمضان – iStock
وأشارت المجلة إلى أهمية استخدام رذاذ وجه منزلي الصنع من الماء الممزوج بماء الورد وشرائح الخيار، أو تلك المُرطبات المائية الأخرى المتوفرة في الأسواق، لكي تساعد على تهدئة البشرة وتوفير الترطيب اللازم لها خلال اليوم. ويُشار أيضاً أنه حتى لو كانت البشرة دهنية، فهي ما زلت بحاجة إلى استخدام المرطبات الملائمة لها، وفقاً لـTeen Vogue.
تناول الطعام المتوازن وبكميات معتدلة
يتسبب تناول الكميات الكبيرة من الطعام في وقت واحد فقط على مدار اليوم، في فقدان الكثير من مكوناته المغذّية والمفيدة، كما يتسبب الأكل المفاجئ بكميات أكبر من سعة المعدة في حدوث اضطرابات الهضم ومشاكل الأمعاء، التي تؤثر بشكل مباشر على الجلد.
ولفت موقع Allure النسائي أن تناول الفاكهة والخضراوات أمر ضروري ليس فقط لتقوية جهاز المناعة، بل لدوره كذلك في تغذية البشرة.
وتُمثّل فيتامينات "أ"، "ب"، "ج"، "هـ"، و"ك" حجر أساس الجلد الصحي، بالإضافة إلى دور البيوتين وحمض الفوليك والحديد والأوميغا 3 في ضمان سلامة وحيوية الجلد وقدرته على التعافي من الجروح وحروق الشمس وغيرها.
ولضمان تحقيق الفائدة الأمثل للجسم والجلد من وجبات الإفطار في رمضان، ينبغي إعدادها بشكل متوازن لكي تحتوي على البروتين والعديد من الخضراوات والألياف.
تناول الخضروات والفواكه يمد الجلد بالعناصر الغذائية اللازمة خلال رمضان – iStock
ويساعد الابتعاد عن السكريات والنشويات في حماية البشرة من مضاعفات مثل الحبوب والالتهابات. وجديرٌ بالذكر أن تناول النشويات والسكريات قبل الصيام لساعات طويلة يسبب الجوع والإرهاق بشكل أسرع. كما يُعد الزبادي من المكونات الغذائية المفيدة لصحة البشرة أثناء الصيام، لغناه بالسوائل والبروتين الذي يساعد أيضاً على الشعور بالشبع.
ويؤدي الطعام المالح بشكل خاص إلى شعور الجسم بالإرهاق والعطش أثناء الصيام، وكذلك جفاف الجلد وفقدانه لترطيبه الطبيعي.
ويساعد تناول الخضراوات والمكسرات الغنية بالدهون المفيدة للجسم، في تحسين الجلد وتلبية حاجته للعناصر الغذائية التي تحميه من الجفاف والتقدُّم في السن.
يقول الطبيب محمد مختار لمجلة Emirates Women إن "اللوز والكاجو غنيان بالألياف والأحماض الدهنية، وهو ما يساعد على تجديد شباب البشرة".
قلة النوم قد تُسبب الجفاف أيضاً
لا يؤثر عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم سلباً على التركيز والجسم فحسب، بل يؤثر أيضاً على مستويات الرطوبة في الجلد، ويقلل أيضاً من مستويات الأس الهيدروجيني أو PH في البشرة، المسؤول عن شباب البشرة وتوهُّجها.
وعندما ينخفض مستوى الـPH في الجلد، تصبح عناصر الجلد غير متوازنة، ما يجعلها غير قادرة على إنتاج الرطوبة التي تحتاجها، وبالتالي ستبدو أكثر جفافاً. ويمكن أن يتسبب نقص الـPH في حدوث بقع من الاحمرار في الجلد، ما يترك البشرة غير مستوية وأكثر عرضة للبثور والالتهابات.
وتوضح مجلة Cosmopolitan أن قسط النوم اليومي هو أهم عامل لتحسين سلامة وجمال الجلد، وهو يتراوح بين 7 و8 ساعات يومياً على الأقل ليحصل الجسم على كفايته من الراحة.