إني لقد جربت أخلاق الورى
حتى عرفت ما بدا وما اختفى
كل يعد نفسه نعم الفتى
فمن هو اللئيم منا يا ترى
لو عرف الإنسان عيبه لما
رأيت عيبافيه ما طال المدى
وكل عيب كان من طي الحشا
في المرء ينمو فيه كلما نشا
لا يشعر الجاهل بالجهل كما
لا يشعر السكران إلا إذا صحا
لا يعرف الصحيح قيمة لما
كان من الصحة حتى يبتلى
لا يحمد القوم الفتى إلا متى
مات ،فيعطى حقه تحت البلى
لو كان كل يعرف الحق سوى
لكان كل الناس أهلا للقضا
من قال لا أغلط في أمرجرى
فإنها أول غلظة ترى
وقلما أبصرت نعمة على
شخص ،ولا تقول قد ضاعت هنا
ناصيف اليازجي