إذا قالَ لك قائلٌ : صدَقَ لسانُكَ ، وقالَ آخَر: صدقْتَ ، فبين العبارَتَيْن فرقٌ في التأويل واحتمالِ الدّلالاتِ: لأنّ إسنادَ الصّدقِ إلى اللّسانِ تخصيصٌ، وللتّخصيصِ علّةٌ،
وكأنّ المُخصِّصَ يُريدُ أن يقولَ لك : صدقَ لسانُك فقَط، أو صدقَ لسانُك دونَ قلبِكَ، أو صدَقَ لسانُك وكذَبَ قلبُك، وكقولهم: المَغْبونُ مَن صَدَقَ لسانُه وكَذَبَ فعلُه، أو صَدَقَ
لسانُكَ فزَكَا عَمَلُك... أو قولهِم: مُروءَةُ الإنسانِ صدقُ لسانه واحتمالُه عَثراتِ جيرانِه وبَذْلُه المَعروفَ لأهلِ زَمانِه وكَفُّه الأذى عن أباعدِه وجيرانِه...وهنا يبدو أنّ السياقَ
يُفسٍّرُ حقيقةَ التَّخصيصِ للمرادِ من معنى الصّدقِ
أمّا الثّاني : صدقْتَ، فلا يحتملُ إلاّ معنىً واحداً؛ لأنّ العبارةَ أطْلِقَت على وجه العُمومِ