اهلا بالشهر الكريم
الفرق بين الصيام والصوم

إنّ كلمة (( الصـيام )) يقصد بها في القرآن الكريم اﻻ‌متناع عن الطعـام و الشراب و باقي المفطرات من الفجر حتّى المغرب ، وهي فريضة [ الصـيام ] المعروفة خلال شهر رمضان المبارك .قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كـتب عليكم الصـيام ) و لم يقل : [ كـتب عليكم الصـوم ] .
أمّـا (( الصـوم )) : فيخصّ اللّسـان و ليس المعـدة ، و خاصّة [ قول الحقّ ] سـواء في رمضان أو غيره ، أي أنّ [ الصوم ] يأتي مع [ الصـيام ] و بعـده
و الدليل على أنّ [ الصوم ] ليس لـه علاقة بالطعام و الشـراب ، ما ورد في القرآن الكريم : ( فـكلي و اشـربي و قـرّي عيناً و إمّـا تـرينّ من البشـر أحـداً فقولي إنّي نذرت للرحمن صـومـاً )..أي أنّ مريم عليها السلام قـد نذرت [ صـوماً ] و هي تأكل و تشـرب ،أي نذرت انها تترك الكلام ..
و (( الصـيام )) لوحده دون أنْ يُرافقـه (( الصـوم )) ﻻ‌ يُؤدّي الغرض المطلوب تمـاماً لقولـه صلى الله عليه و على آله وسلّم في حديثه الشريف:( مَـنْ لمْ يدعْ قول الزور و العمـل بـه فليس للـه حاجـة في أنْ يدع طعامـه و شـرابـه )..أيْ ﻻ‌بـدّ من (( الصوم )) مع (( الصيام ))..
فمن السهل على اﻹ‌نسان الجوع و العطش من الفجر الى المغرب ،لكنّ من أشـدّ الصعوبات عليه قول الحقّ خاصّة إذا كان على نفسـه ، ﻷ‌نّ [ الصبْر ] الحقيقي هو في مُعاملة اﻵ‌خرين والسلوك الحسن .وحفظ امانة الحياة التي وهبها الله للانسان ..و اﻷ‌همّ ما في الموضوع هـو فهـم الحديث القدسـيّ جـيّداً و اﻻ‌نتباه لكلماته بدقّة أيضاً :- حيث يقول
( كـلّ عمـل ابن آدم لـه الاّ الصـوم فإنّـه لـي و أنـا أجـزي بـه ) ،
نلاحظ أنّـه ذكر (( الصـوم )) و لـم يقل (( الصـيام )) ، ﻷ‌نـه بـ (( الصـوم )) تنتهي المشاكل و يصلح المجتمع .ولا نفع في ((الصـيام)) مع سـوء الخلق وفساد الاخلاق.لذلك يجب ان نبحث في قلوبنا عن هلال الاخلاق قبل ان نبحث عنه في الافاق ..ونشير الى انفسنا قبل ان نشير الى السماء .وان نصلح انفسنا قبل الاخرين
......
شهر رمضان مبارك تقبل الله صيامكم وطاعتكم
اسالكم الدعاء