.أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ خِلٍ إذَا فَسَدَا
مِنْ بَعْدِ عُمْرٍ و وِدٍّ كَانَ مُنْعَقِدَا
تَرْجُو لَهُ الخَيْرَ فِي الدُّنْيَا و آخِرَةٍ
و إِنْ رآى لَكَ خَيْرَاتٍ يَمُت كَمَدَا
أَمِنْتَهُ زَمَنًا و الغَدْرُ شِيمَتُهُ
و كُنْت تَحْسَبُهُ سَاقًا لنا و يَدَا
ذِئْبٌ لَئِيمٌ إِذَا بَانَتْ سَرِيرَتُهُ
و هوَ الذِي خَالَ عِجْبًا نَفْسَهُ أَسَدَا
و إِنْ رَآكَ تقُولُ الشِّعْرَ مُقْتَدِرَا
وَرَاءَ ظَهْرٍ يَحَطُّ الشَّأْنَ مُنْتَقِدَا
مَا بَالُ بَعْضِ الأَنَامِ الجَحْد قَاتِلُهَا
مَهْمَا فَعَلْتَ لَهَا يَذْهَبْ عَنَاكَ سُدَى
نَاسٌ عَلَى قِلَّةِ المَعْرُوفِ قَد جُبِلُوا
و إِنْ نَفَعْتَهُمُ لَنْ يَنْفَعُوكَ غَدَا
إِنْ تُطْعِمِ الكَلْبَ لا تَعْدَمْ فَوَائِدَهُ
و تُطْعِمِ البَعْضَ تَلْقَ البُغْضَ و الحَسَدَا
فَكَمْ مِنَ الصَّحْبِ خَان الوِدَّ وَا عَجَبِي
فَلَا تَكُونَنْ عَلَى الأََصْحَابِ مُعْتَمِدَا
و لا يَغُرَّنْكَ أَقْوَامٌ و إِنْ مَلُحُوا
و احْتَطْ و لا تَغْفَلَنْ و احْذَرْهُمُ أَبَدَا
و لْتَسْتَعِينَنَّ بِالكِتْمَانِ مُنْتَبِهًا
و احْفَظْ لِسَانَكَ و اقْضِ الأَمْرَ مُنْفَرِدَا
إِنَّ اللَّبِيبَ الذِي يَقْضِي حَوَائِجَهُ
بِكُلِّ صَمْتٍ فَلَا شَخْصٌ لَهُ شَهِدَا