سيئات "اليوم المفتوح" في الحمية الصارمة
تتعدّد الحميات الغذائيّة التي تدعو متتبّعيها، نساءً ورجالاً، إلى التفلّت من قواعدها، وتناول المرغوب فيه من الطعام، في يوم يسمّى بـ"يوم الاستراحة من الحمية" أو "اليوم المفتوح"، وذلك بعد الالتزام بوجباتها القليلة والمحدودة لناحية الصنوف خلال أيّام سابقة.
تتحدّث اختصاصيّة التغذية رجاء الخطيب فتقول إنّ "الالتزام بمبدأ التخفيف من السعرات الحراريّة خلال أيّام الأسبوع، وصولاً إلى اليوم الذي يمكن لمتتبّع الحمية أن يتفلّت من قيودها، في يوم يطلق عليه البعض اسم "اليوم المفتوح" ، والبعض الآخر "يوم الاستراحة من الحمية"، غير مُحبّذ". وتضيف أن "استهلاك المرء، رجلاً كان أم امرأة، كمّيةً كبيرةً من الأكل الدسم في اليوم المذكور يمكن أن يودي بمتتبّع الحمية إلى شطب كلّ الجهود التي بذلها خلال الأيام الستّة السابقة "لليوم المفتوح"، الذي قد يكسب سعرات حراريّة وافرة، ما يقضي على الهدف المتمثّل في خسارة الوزن".
تتوسّع الاختصاصيّة في الحديث عن الحمية التي تسمح لمتتبّعها بـ"يوم مفتوح"، فتقول إنّ "الحمية المذكورة غالباً ما تكون "صارمة"، وهي تولّد مخاطر نفسيّة تلازم الفرد، حتّى بعد الفراغ من اتّباعها، والنجاح في خسارة الوزن". وتشير إلى أن "الحمية المذكورة تغذّي طريقة التفكير المتطرّفة عن الغذاء، وتعلي من شأن الالتزام "الحرفي" بالحمية أي الأكل من دون التفكير في الطعام، وبالتالي المبالغة في تناول الأطعمة "المغرية" في يوم واحد!". علماً أنّه كلّما كانت الحمية "قاسية"، ازدادت رغبة المرأة التي تتبعها في التفلّت من قواعدها في "اليوم المفتوح"، ورسخت في ذاكرتها فكرة سهولة تهميش رغبتها في الأكل، خلال أيّام الأسبوع الستّة، حتّى تعوّض "الفائت" من الطعام في "اليوم الحرّ" السابع.
تلاحظ الاختصاصيّة أنّه في "اليوم المفتوح"، تتناول المرأة، متتبّعة الحمية "الصارمة" عادةً كمّيات وافرة من الأكل تفوق طاقتها، بسبب الحرمان، والخوف من الحرمان في اليوم التالي. مثلاً: هي تأكل ثلاث قطع كبيرة من البيتزا، وتتغاضى عن إشارات الشبع، لأنها تلتهم هذه القطع بغضّ النظر عن شعورها بالجوع أو الشبع، وإنّما لمجرد الحرمان من قبل.
الوجبة المفضّلة
يقضي اتّباع نظام غذائي صحّي، بعيداً من العواقب الجسدية والنفسيّة التي تتسبّب بها الحميات "الصارمة"، بالالتزام بالآتي حسب الاختصاصيّة.
• لكلّ نظام غذائي يتضمّن في شروطه حرمان متتبّعه من صنوف غذائيّة بالجملة، آثار نفسيّة، فقد تشعر المرأة عند الالتزام بـحمية مماثلة بالغضب والحرمان، وصولاً إلى أكل ما يحلو لها في "اليوم المفتوح"، ومن دون انضباط. بالمقابل، فإن الحمية الغذائيّة السليمة قابلة للاتّباع مدى الحياة.
• من أهداف النظام الغذائي الصحّي، تعليم المرأة حسن اختيار الصنوف الغذائيّة للوجبات، وكمّياتها، وكيفية التلذّذ بها؟ وفي حال تناولت المرأة كمّية أكبر من الطعام الموصى به في الحمية، لا مانع في ذلك إذا كانت الحالة عرضيّة، أمّا التفلّت من قواعد الحمية باستمرار، فيدلّ على الحرمان خلال الأسبوع.
• بعد تعلّم المرأة معنى التوازن في الغذاء جرّاء الحمية الغذائيّة المتّبعة، وكيفية تناول الأطعمة المفضّلة، باعتدال، يمكن اختيار وجبة دسمة مشتهاة مرّة كلّ أسبوع (أو كلّ أسبوعين)، على أن لا تتّصل الوجبة المذكورة بيوم محدّد في الأسبوع، وإنمّا بشهيّة المرأة. تؤكل الوجبة، ببطء، وبلذّة، مع التوقّف عن إكمالها حال الشعور بالامتلاء، من دون إلزام الجسم على تناول كمّيات أكثر ممّا يحتمل.
قاعدة عامّة
القاعدة العامّة في خسارة الوزن، هي التخفيف من السعرات الحرارية المتناولة خلال اليوم أي من كمّية الأكل التي يستهلكها المرء، على أن تكون السعرات الحرارية المأخوذة من الغذاء كافية لتحصيل الطاقة اللازمة لأداء النشاطات اليوميّة المختلفة، وأقلّ مقارنةً بتلك التي يحرقها الجسم. علماً أن النقص في السعرات المتناولة يحقّق خسارة الوزن (أو خسارة الدهون من الجسم).