”يوم القرش“.. إرث قطيفي اقترب من الاندثار محمد الأحمد - القطيف 13 / 4 / 2021م - 4:58 م
اندثرت احتفالية ”يوم القرش“ من الموروث الثقافي في محافظة القطيف، خلال السنوات الأخيرة، إذ كان الأهالي يحرصون على الاحتفال بهذا اليوم كمقدمة لاستقبال شهر رمضان المبارك، حيث يطلق ”يوم القرش“ على 29 من شعبان.
زينة ووجبات
وتمتاز احتفالية ”يوم القرش“ بوضع الزينة على المنازل، وإعداد الوجبات المتنوعة، باعتبارها الوجبة الأخيرة في النهار قبل رمضان، حيث تجتمع الأسر لإحياء هذه العادة الاجتماعية المتوارثة في محافظة القطيف والقرى التابعة لها، وكذلك في بعض البلدان الخليجية المجاورة.
تجمع أسري
وتتذكر الحاجة ”ام علي الصفار“ مظاهر الاحتفالية ب ”يوم القرش“، بقولها: إن الأسرة الواحدة تجتمع في منزل واحد على مائدة الغذاء، وتحتوي السفرة الطويلة على الكثير من الأطمعة، مضيفةً أن السفرة الأخير من شهر شعبان تضم الأب والأبناء والأحفاد.
وأوضحت أن بيت العائلة الكبير يستقبل جميع الأبناء والزوجات للجلوس على المائدة الأخيرة التي تسبق شهر رمضان المبارك.
مفاخرة وتنافس
وتابعت: في الوقت الحالي أصبح ”يوم القرش“ تقليدًا تعد له الولائم وتمد فيه الموائد الحافلة بكل أصناف الطعام، فالعائلة الميسورة تعد مائدة ”يوم القرش“ الخاصة بها في أحد الفنادق أو المطاعم الفاخرة، وتبعث بالدعوات للأصدقاء والجيران وزملاء العمل، وأصبحت هذه العادة للمفاخرة والتنافس بإعداد مائدة فاخرة.
منزل الجد
بدروها قالت الحاجة ”زينب العقيلي“: إن يوم القرش يستبق رمضان بيوم أو يومين، ويتم فيه الاجتماع العائلات، وتجلب كل عائلة كل طعامها، مضيفةً أن كافة الأسر تجتمع في مكان واحد وغاليا يجتمع أفراد الأسرة في منزل الجد أو الجدة.
مائدة المعلمة
وأكد الحاجة ”زهور الضامن“، أن الفتيات في السابق كن يجتمعن في اليوم الأخير من شهر شعبان في منزل معلمة القرآن على المائدة، على اعتباره اليوم الذي يسبق شهر رمضان المبارك، متابعةً أن مائدة المعلمة تحتوى على الأكل القليل.
وأشارت إلى أن بعض المعلمات في ذاك اليوم يطلبن من الفتيات اللائي يدرسن عندهن ترتيب البيت والغرف، وغسل الصحون، والملابس، فيما يقمن المعلمات أنفسهن بإعداد وجبة الغذاء ليتجمع الجميع بعد الانتهاء لتناول الوجبة.
حلقات متعددة
وقالت الحاجة ”ام حسين البشراوي“: أن الفتيات في يوم ”القرش“ يجلبن الأرز واللحم والليمون الأسود والطماطم والبصل والحطب لطبخ الغذاء.
وتابعت أن الفتيات يقمن بعد الغذاء بنقل الأواني للعين الارتوازية لتنظيفها، نظرًا لعدم وجود شبكة مياه تصل للبيوت في تلك الفترة الزمنية.
وذكرت أن أهل الديرة لا يلتزمون بعمل نفس النوع في وجبة الغذاء ”المرق“، فبالإمكان عمل السمك والدجاج، فيما تلتزم معلمات القرآن بطبخ وجبة «المرق» يوم القرش في بيوتهن