فوائد صيام رمضان العلاجية بالتفصيل
تشير العديد من الدراسات لأهمية الصيام كعلاج وما له من تأثيرات إيجابية عديدة على صحة الإنسان. وفي دراسة حديثة أظهرتها مجلة Journal of Proteamics (وهي مجلة الرابطة الأوروبية للبروتيوميات، وتتناول أحدث الدراسات في الطرق البيوكيميائية والفيزيائية الحيوية)، ذكرت أن الصيام المتقطع من الفجر حتى غروب الشمس لمدة 30 يوماً متتالياً (صيام شهر رمضان الكريم) يرتبط ببصمة بروتينية مضادّة للسرطان، وينظم البروتينات التنظيمية الرئيسية لعملية التمثيل الغذائي للجلوكوز والدهون والساعة البيولوجية، ويعمل على إصلاح الحمض النووي وإعادة تشكيل الهيكل الخلوي والجهاز المناعي والوظيفة المعرفية لدى الأشخاص الأصحاء.
ما هي فوائد صيام رمضان العلاجية، خصوصاً وأن هناك ما يسمى بـ"الصيام الطبي" الذي يعتمده الأطباء لتصحيح مسارات الجسم؟ الإجابة في الآتي:
ترى الدكتورة رضا عبد العزيز اختصاصية التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية؛ أنَّ صيام شهر رمضان وهو التوقف التام عن الطعام والشراب من الفجر إلى الغروب، هو أفضل بكثير من الصيام الطبي الذي يعتمده الطب؛ فأغلب الصيام الطبي لا يشترط الامتناع التام عن الطعام والشراب لفترة طويلة، ويسمح بدخول مغذيات للجسم أثناء فترة الصيام، وبالتالي يعمل على زيادة السكر في الدم، وإفراز هرمون الإنسولين ولو بكمية قليلة، وهذا هو المثبط الرئيسي لعملية البلعمة الذاتية.
ما هو الصيام الطبي العلاجي؟
هي طريقة علاجية تعود للطبيب الألماني أوتو بوخينغر (1878-1966). ويُنسب إليه الفضل في كونه أول من وثق بشكل منهجي الآثار المفيدة للصيام على عدد من الأمراض نتيجة مرضه بالتهاب المفاصل، والذي عالجه من خلال الصيام الطبي. وأسس "بوخينغر فيلهلمي الطبي" في جنوب ألمانيا للصيام الطبي؛ وتنص إرشاداته على تغيير النظام الغذائي وتعزيز طاقة التجدد في الجسم عبر تناول عصير الفواكه والحساء، على أن لا تتجاوز السعرات الحرارية يومياً 200 إلى 250 سعرة حرارية فقط، إضافة إلى شرب لترين من الماء على الأقل. ويتضمن برنامج الصيام نشاطات رياضية خفيفة في محيط طبيعي هادئ، ويمكن القيام به ليوم أو يومين فقط كل أسبوع، أو الصيام خمسة أيام على التوالي كل بضعة أشهر، أو حتى لمدة عشرة أيام أو أكثر على التوالي كل عام، حسب المدير الطبي في مركز بوخينغر فيلهلمي الطبي، فرانسوا دي توليدو.
الصيام الطبي له تأثير إيجابي على صحة الإنسان ولكن..
كشفت دراسة حديثة أن الصيام الطبي له تأثير إيجابي على صحة الإنسان وقد يقي الجسم من أمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل وأمراض الجهاز الهضمي، وقام الباحثون بدراسة التأثيرات الصحية للصوم الطبي على طريقة بوخينغر وذلك تحت إشراف البروفيسورة فرانسواز فيلهلمي دي توليدو من عيادة بوخينغر فيلهلمي بالتعاون مع البروفيسور أندرياس ميكالسن من مستشفى شاريتيه برلين الجامعي، حيث قام 1422 شخصاً باتباع برنامج للصيام العلاجي لمدة سنة واحدة لفترات تتراوح بين 4 و21 يوماً. وقد نشرت مؤخراً نتائج الدراسة في مجلة "بلوس وان" العلمية.
صيام شهر رمضان (الصيام الإسلامي الواجب) هو الأفضل...
صوموا تصحوا
- يساهم صيام رمضان على تنشيط البلعمة الذاتية ( Autophagy) والتي تنتج بواسطة الامتناع عن الطعام والشراب لفترة طويلة (من 16-20 ساعة)؛ حيث إن شرط تنشيط البلعمة الذاتية فسيولوجياً هو حرمان الجسم من المغذيات أي تجويعه Nutrient deprivation (starvation) ، حيث يحدث انخفاض لنسبة السكر بالدم واستهلاك الجليكوجين المخزن في الكبد مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الإنسولين وزيادة الجلوكاجون الذي ينشط البلعمة الذاتية التي تعمل على تنظيف الجسم من كل الخلايا الميتة ومحاربة ما يضرُّ الجسم من التهابات أو خلايا سرطانية، ويصاحب ذلك أيضاً زيادة هرمون النمو الذي يعمل على تعويض التالف من خلايا الجسم.
- هناك علاقة بين تحلل الجليكوجين وبين العطش، وكلما زاد العطش زاد إفراز هرمونات تحلل الجليكوجين في إحدى مراحل تحلله بخلايا الكبد مما يساعد على إمداد الجسم بالطاقة خاصة في نهاية اليوم.
- تركيز البول في الكلى الناتج عن عدم شرب الماء لفترة معينة يسبب ارتفاعاً في القوة الإسموزية البولية وهذا مهم وضروري لسلامة وظائف الكلى.
- الصوم عن الطعام والشراب كاملاً لفترة معينة يؤدي لزيادة الهرمون المضادّ لإدرار البول واستمراره طوال فترة الصيام، له دور مهم في تحسين القدرة على التعلم وتقوية الذاكرة. لذلك فالقدرة العقلية قد تتحسن عند الصائمين بعكس ما يعتقد عامة الناس.
- في الصوم الإسلامي يحصل الصائم على الأحماض الدهنية والأحماض الأمينية الأساسية من خلال طعام الإفطار وطعام السحور، وبالتالي يستطيع الكبد أن يقوم بتركيب البروتين والمواد الدهنية والفسفورية بمعدل يكفي لتكوين البروتين الشحمي الحيوي للجسم، والذي يسير عملية نقل الدهون من الكبد، فلا يحدث ذاك التشمع.