يحكي أن زعيم قرية النمور مات وترك قريته من بعده في شتات واقتتال فاستغلت الفرصة قرية الأسود ورأی بعض الزعماء فيها ضرورة الهجوم على النمور في هذه الفرصة السانحة والقضاء عليهم ليظل الأسود ملوك المنطقة وأسيادها. وبينما هم يجهزون أنفسهم للهجوم استوقفهم أسد عرف عنه العقل الراجح والتفكير السليم وقال لهم: اني انصحكم بعدم الهجوم لأن النمور سيدافعون عن قريتهم وينتصرون علیکم. فرد عليه أحدهم وكيف يكون ذلك والنمور يتقاتلون على السلطة والزعامة وهم الآن جماعات متفرقة؟ قال الأسد الحكيم: احضروا لي كلبين وذئبا وأنا سأخبركم كيف يكون ذلك.. تعجب الحاضرون وظنوا أن هذا الأسد بدأ يفقد سلامة تفكيره وحكمته، وبعد لحظة قرروا احضار ما طلب منهم. ولما أحضروا الكلبين أخذ الأسد الحكيم يشجعهما على الاقتتال حتى مزق كل واحد منهما الآخر وسالت دماؤهما، ثم أمر باحضار الذئب الذي ما أن رأى الكلبين حتى هجم عليهما. وفي هذه اللحظة نسي الكلبان خصامهما وهجما هجمة واحدة على الذئب وأجهزا عليه وعادا متحابين عند ذلك قال الاسد الحكيم سيكون شأنكم شأن هذا الذئب لو هاجمتم قرية النمور .