آية الديَّن جمعت حروفَ الهجاء كلها إلا الظاء، أما الغين فهي فيها، في قوله: {وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا} وفي القرآن آيتان، كلٌّ منهما اجتمع فيها حروف الهجاء. الأولى: قوله سبحانه: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا } ، والثانية: آخر آية في سُورة الفتح {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ..} وهذه المسألة وأمثالها من مُلَح العلم ولطائفه، ومسائل العلم منها ما له ثمرة، تكون في حكم شرعي، أو حكمة تزكو بها النفس، أو زيادة إيمان يقوي اليقين، ومنها مسائل لا فائدة فيها إلا إفراح النفس بمعرفة مالم يكن معلوما لها من قبل، وأهل العلم يفرحون بذلك، وأصحاب الفضول العلميّ أشدُّ فرحاً.. ومن اللطائف المشابهة لما سألت عنه ما كنا نتساءل به أيام تدارس القرآن في الصِّغر، عن سورة خلت من حرف الفاء، وهي سورة الفاتحة، وسورة خلت من حرف الميم، وهي سورة الكوثر، وسورة ليس فيها راء، وهي سورة الإخلاص، وثلاث سور متواليات تبلغ نصف جزء، ليس في أيٍّ منها لفظ الجلالة، وهي سُورة القمر والرحمن والواقعة، وثلاث سور كلُّ آياتها مختومة بالراء، وهي القمر والعصر والكوثر، وآية تكرر فيها لفظ الجلالة سبع مرَّات، وهي آخر آية في سورة المزَّمّل، وموضع في القرآن جاء فيه لفظ الجلالة مرتين متجاورتين بلا فاصل، وهو في الآية (124) من سورة الأنعام، وسورة من سور القرآن لا تخلو آية من آياتها من لفظ الجلالة مرّة أو أكثر وهي سورة المجادلة ، وسورة في القرآن من أوساط المفصَّل اجتمع فيها أحد عشر قسماً متواليا، وهي سورة الشمس، وحزب في القرآن، عدد سوره ثمان وعشرون سورة، وهو الحزب السّتون، وأربع كلمات متواليات فيها عشرُ ميمات، وهي قوله تعالى {وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ } والحرف المشدد فيها بحرفين، وعن سورة افتتحت باسم من أسماء الله، وهي سورة الرحمن عز وجل، وسورة ختمت بلفظ الجلالة، وهي سورة الانفطار، قال سبحانه: {وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } هذا جواب ما سألت عنه، وما زاد فهو نافلة.