فكرة البحث تتمثل في قياس درجة حرارة المياه العميقة، من خلال تحليل موجات الزلازل التي تحدث في قاع المحيطات (بيكسلز)
قال باحثون مختصون في علم الزلازل إنهم تمكنوا من قياس درجات الحرارة في أعماق المحيط الهندي، من خلال تحليل ودراسة الذبذبات الصوتية التي تحدثها الزلازل في قاع المياه.
تحليل موجات الزلازل
للمحيطات دور كبير في الحفاظ على استدامة الحياة في كوكب الأرض، حيث تساهم في امتصاص ما نسبته 25% من غاز ثاني أكسيد الكربون، وتوفير ما نسبته 50% من الأكسجين، وبذلك فهي تلعب دورا في التخفيف من آثار التغيرات المناخية والتقليل من حرارة كوكبنا.
وكثيرا ما حاول العلماء فهم ما يحدث في البحار والمحيطات، لكن الصعوبة كانت تكمن دائما في دراسة المناطق العميقة التي تتجاوز ألفي متر لصعوبة بلوغها، إلا أن هذه التقنية ستمكن العلماء من الآن فصاعدا من فهم حقيقة ما يحدث فيها وبالتالي مراقبة تطوره.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت يوم 18 سبتمبر/أيلول الماضي في دورية "ساينس" (science) إن المسافة التي تقطعها الموجات الصوتية الناجمة عن الزلازل من المركز إلى آخر نقطة يمكن أن تبلغها، تعكس متوسط درجة حرارة المياه، وفق نموذج تم تطويره من أجل ذلك.
وقال الباحث جورن كاليس من قسم علوم الجيولوجيا والكواكب في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا -في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني- "الفكرة الرئيسية لبحثنا تتمثل في قياس درجة حرارة المياه العميقة من خلال تحليل موجات الزلازل التي تحدث في قاع المحيطات، واستنتاج درجة الحرارة بناء على سرعة هذه الأمواج".
الباحثون اختاروا المياه القريبة من جزيرة سومطرة الإندونيسية التي تكثر فيها الزلازل، لإجراء تجاربهم التي انطلقت عام 2004 (إندون-ويكيبيديا)
زلازل إندونيسيا للتجريب
واختار الباحثون المياه القريبة من جزيرة سومطرة الإندونيسية التي تكثر فيها الزلازل، لإجراء تجاربهم التي انطلقت عام 2004.
ويقول الباحثون إنه كلما كانت درجة حرارة المياه عالية، كانت سرعة انتقال الموجات الصوتية أعلى، وهو ما أكده الباحث الرئيسي وون بو وي في البيان الصحفي المنشور على موقع قسم علوم الجيولوجيا والكواكب في المعهد، حيث قال "تمكنا من ابتكار نموذج لقياس الحرارة بناء على سرعة الموجات، وهذا الجهاز يمكنه التقاط الموجات من مسافات بعيدة تصل إلى آلاف الكيلومترات".
وبحسب النتائج الأولية التي تم جمعها من خلال هذه التجربة، فإن مياه المحيط الهندي تعرف ارتفاعا معتبرا في درجة الحرارة، وهم يفضلون عدم التعليق على ذلك إلى حين إجراء تجارب جديدة.
يمكن تطبيق هذه التقنية في كل محيطات العالم وهي غير مكلفة وسهلة التثبيت وتفتح آفاقا جديدة لمكافحة التغيرات المناخية والحفاظ على المحيطات (فري إيميجز)
التقنية صالحة لكل المحيطات
ويقول الباحثون إنه يمكن تطبيق هذه التقنية في كل محيطات العالم، وهي غير مكلفة وسهلة التثبيت وستفتح بذلك آفاقا جديدة نحو مكافحة التغيرات المناخية والحفاظ على المحيطات.
وأوضح الباحث جورن كاليس -للجزيرة نت- أن "هذه التقنية ستساعدنا على الوقوف بدقة على مدى احترار المياه العميقة للمحيطات، لأنها تمتص كمية كبيرة من الغازات الدفيئة، ودورها في الحفاظ على التوازن الحراري كبير جدا".وأضاف الباحث "عمل علماء المحيطات بجد على مدى عقود لقياس الاحترار في البحار والمحيطات بواسطة أسطول كبير من العوامات، ولكن حتى مع وجود حوالي 4 آلاف من هذه العوامات، فإن هناك فجوات يمكن أن تساعد طريقتنا في سدها".