وجد الباحثون أن الحويصلات قد قللت بشكل كبير من إنتاج وإفراز العديد من البروتينات المسببة للالتهابات إلى جانب موت خلايا معينة مرتبطة بالالتهاب
استخدم البشر عسل النحل في جميع أنحاء العالم كمغذ ومرهم ودواء لعدة قرون (بيكسلز)
حاول الباحثون على مدار سنوات دراسة عسل النحل لمعرفة خصائصه المميزة التي جعلت منه، عبر العديد من الثقافات في أنحاء العالم، غذاء بل شفاء للناس أيضا.
آخر هذه البحوث قام بها فريق متعدد التخصصات من الباحثين في جامعة نبراسكا- لينكولن (University of Nebraska‐Lincoln) بالولايات المتحدة الأميركية، وذلك للبحث عن مكونات جديدة ربما تم التغاضي عنها في العسل والتي يمكن أن تساعد في تفسير نشاطه المضاد للالتهابات.
ونجح الباحثون بقيادة جيوجيو يو، في تحديد الأحماض النانوية الدقيقة، في مكونات عسل النحل والتي تعد الشحنة الرئيسية المضادة للالتهابات، ونشرت الدراسة في دورية "جورنال أوف إكستراسيلولار فيسيكلز" (Journal of Extracellular Vesicles).
الخصائص الطبية
العسل منتج طبيعي حلو يتم معالجته بواسطة نحل العسل من رحيق الأزهار، وقد استخدمه البشر في جميع أنحاء العالم كمغذ ومرهم ودواء لعدة قرون. كما أنه مصدر طاقة ممتاز لاحتوائه على نسبة عالية من السكر.
ووفقا للبيان الصحفي لجامعة نبراسكا المنشور بتاريخ 1 أبريل/ نيسان الجاري، فقد تم استخدم العسل كمرهم، بسبب فعاليته في تعزيز التئام حروق الجلد والجروح. كما تم استخدامه عن طريق الفم للأغراض الطبية منذ العصور القديمة لعلاج التهابات الحلق والإمساك والبواسير وأمراض أخرى.
وقد أثبتت الأبحاث الحديثة كذلك أن للعسل العديد من الخصائص الطبية المضادة للالتهابات والمضادة للميكروبات والأكسدة. وهو مفيد لأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكبد والسرطان.
وجد الباحثون في العسل مكونا نشطا يسمى الحويصلات خارج الخلية يساعد في محاربة الالتهاب (بيكسلز)
مكونات غامضة
يتشكل العسل من السكريات بنسبة 95%، إضافة إلى الماء وجزء صغير من المكونات الأخرى مثل المعادن والفيتامينات والإنزيمات، بالإضافة إلى مادة البوليفينول والتي تعتبر من المكونات الرئيسية النشطة بيولوجيا في العسل. ومع ذلك، فمن الممكن أن يحتوي العسل على مركبات أخرى نشطة بيولوجيا لم يتم اكتشافها بعد.
في الدراسة الجديدة وجد الباحثون مكونا نشطا بيولوجيا جديدا يسمى الحويصلات خارج الخلية (EVs) (extracellular vesicles)، وهي حبيبات بالغة الصغر محمية بأغشية تحتوي على البروتينات والأحماض النووية وجزيئات حيوية أخرى، تم التعرف على أمثالها في العديد من الأطعمة الشائعة، مثل حليب الأبقار والعنب والبروكلي والجزر والزنجبيل والتفاح.
وقد اكتشف العلماء أن الحويصلات الموجودة في العسل تحتوي على 142 بروتينا من نباتات و82 بروتينا من نحل العسل، بما يتفق مع جسيمات نانوية تنتجها الزهرة، ثم يستهلكها النحل ويقذفها.
الحويصلات الموجودة في العسل تحتوي على 142 بروتينا من نباتات و82 بروتينا من نحل العسل (بيكسلز)
اختبار مكافحة الالتهاب
لاختبار ما إذا كانت هذه الحويصلات نفسها تساعد في مكافحة الالتهابات، قام الفريق بوضعها جنبا إلى جنب مع خلايا الدم البيضاء التي تنتج بروتين "إن إل آر بي3" (NLRP3) المسبب للالتهاب، ثم بدؤوا تفعيل العمليات الالتهابية.
ووجد الباحثون أن الحويصلات قد قللت بشكل كبير من إنتاج وإفراز العديد من البروتينات المسببة للالتهابات، إلى جانب موت خلايا معينة مرتبطة بالالتهاب. وعندما قام الفريق بحقن الفئران بهذه الحويصلات، وجدوا أن الجسيمات النانوية قد خففت جزئيا من الالتهاب وإصابات الكبد الناجمة عن الأدوية.وحدد الباحثون الأحماض النووية الدقيقة (microRNAs) على أنها الشحنة الرئيسية المضادة للالتهابات داخل الحويصلات، حتى أنهم حددوا الحمض النووي الريبي الدقيق الأكثر مسؤولية عن التأثيرات.
وقالوا إننا بحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت تلك الحويصلات تعمل على الحد من الالتهاب لدى البشر، وكيفية ذلك. كما قد تكون دراسة كيفية تفاعلها مع البكتيريا في أمعاء الإنسان نقطة انطلاق جديرة بالاهتمام.