أكدت دكتورة جانيت دياز، رئيس الرعاية السريرية بمنظمة الصحة العالمية، أن الأكسجين الطبي هو علاج أساسي لحالات كوفيد-19 الحادة، موضحة أنه عندما يصاب شخص بحالة حادة فإن مستويات الأكسجين يمكن أن تنخفض في الجسم لدرجة لا يتوافر خلالها ما يكفي لقيام خلايا الجسم بوظائفها الطبيعية.
وقالت دكتورة دياز إنه إذا ظلت مستويات الأكسجين منخفضة لفترة طويلة، أو لم يتم دعمها بأكسجين طبي، فإن الخلايا نفسها تتوقف عن العمل بشكل جيد، ثم تتوقف عن العمل تمامًا ويمكن أن تموت الخلايا بالفعل، بما يشمل الدماغ والقلب والرئتين والكليتين، التي تحتاج جميعها للأكسجين لكي تقوم بوظائفها، وبالتالي فإن توقفها في الحالات الشديدة من مرض كوفيد-19 يؤدي إلى الوفاة.
جاء تصريح دكتورة دياز في معرض إجابة عن سؤال وجهته إليها فيسميتا جوبتا سميث، في الحلقة رقم 33 من المجلة المتلفزة "العلوم في خمس"، التي تبثها منظمة الصحة العالمية على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي دارت محاورها حول استخدامات الأكسجين الطبي في علاج كوفيد-19 ومدى أهميته.
وأضافت دكتورة دياز قائلة: "إذن، فإن الأكسجين الطبي النقي يعد العلاج المنقذ لحياة مرضى كوفيد-19،" موضحة أن المريض يستنشق الأكسجين الطبي المركز للحفاظ على مستوى طبيعي من الأكسجين بما يسمح باستمرار أداء خلايا وأعضاء الجسم لوظائفها.
أسباب نقص إمدادات الأكسجين الطبي
وحول نقص إمدادات الأكسجين الطبي في بعض البلدان، قالت دكتورة جانيت دياز إن هناك تقنية للحصول على الأكسجين الطبي، بما يعني أنه يجب أن تتوافر تجهيزات لاستخلاص الأكسجين من الهواء، والذي تصل نسبته إلى حوالي 21% من الهواء، وتركيزه بتقنية ربما لا تكون متاحة في بعض البلدان.
وأضافت أن التحديات الأخرى في الواقع تتمثل في توزيع الأكسجين الطبي ليصل إلى المرضى في المستشفيات، مع التأكد من أن هناك دراية تامة بكيفية استخدامه واتباع كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأكسجين الطبي وسلامة الأنابيب المستخدمة وكافة المراحل.
نحو ربع مليار دولار
وفيما يتعلق بجهود منظمة الصحة العالمية والحكومات في هذا الصدد، قالت دكتورة دياز إن منظمة الصحة العالمية دأبت على عقد اجتماع مع شركائها في اتحاد الطب الحيوي منذ بداية الوباء، كما قدمت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الوكالات والهيئات المعنية، معدات طبية تبلغ قيمتها 226 مليون دولار، من بينها أجهزة خاصة بإنتاج الأكسجين الطبي إلى 148 دولة. وأعربت دكتورة دياز عن اعتقادها بأن أحد أهم الأعمال، بالإضافة إلى تلك الإنجازات، هو قيام منظمة الصحة العالمية بتقديم المشورة الفنية والدعم التقني للبلدان لتقييم واختبار أنظمة الأكسجين الخاصة بكل منها، لأن طريقة الاستثمار الناجعة لتحسين أنظمة الأكسجين هي أن تتولى الدول إدارة المنظومة محليًا وأن ترصد بنفسها الثغرات وتحديد ما إذا لدى كل دولة ما يكفي لتوليد الأكسجين أو إنتاجه وتوزيعه على المستوى المحلي.
استثمار مستدام
وأوضحت دكتورة دياز أن السعي لضخ مزيد من الاستثمار لتحسين خدمات الأكسجين الطبي يعني أن يتم تمويل المقاييس العلوية، حيث لا يقتصر التمويل فقط على تلبية احتياجات مرضى كوفيد-19، وإنما لإنشاء نظام مستدام بعد الجائحة يعزز جهود وخدمات الصحة بشكل عام، لأن الأكسجين منقذ للحياة في الكثير من الحالات من الطبية.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة 2,903,907 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة "فرانس برس" استناداً إلى مصادر رسميّة الجمعة.
وتأكدت إصابة أكثر من 133,908,150 شخصا بالفيروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.