قصيدة عذراء
رَمَتِ العُقولَ بِحُسنِها عَذراءُ
خَبَلاً لِما لا تَرتَضيهِ تَشاءُ
مَرَّت تَسوقُ عُيونَنا وقُلوبَنا
بِقيودِ كَفٍّ زانَهُ الحنّاءُ
فَانتابني وَمَن ارتَضى لِقِيودِها
فَرَحٌ كَما إنَّ القُلوبَ سَماءُ
بَسَمَت فَيا لِخُدودِها ولِحاظها
بِتَنافُسٍ في أيِّهُنَّ ضِياءُ
وأصابني من لؤلؤٍ متراصِفٍ
هَوَسُ الحِجا وَعَلا العُيونَ غِشاءُ
وَطَلَبتُ منها الوَصلَ أشحَذُ جُرأتي
وَكَما تَجودُ بِنُظمِها الشُّعَراءُ
مِن خافِقي ذاكَ الذي هو واهِنٌ
مُذ صابَهُ مِن سِحرِها الإعياءُ
وغَدا شراييناً يُمَرّغُ بالَحشا
مُذ قالت العَذراءُ لا عذراءُ
بعدَ الوِصالِ وَقَد لَقيتُ مَآسياً
صفعُ الجَبينِ وكم بهِ أستاءُ
وَغَدَت تَدُرُّ مَدامِعي عَبَراتَها
وفِجاجُ قَلبيَ تَز دَريهِ دِماءُ
كَم كُنتُ ذا وَجَلٍ بِفَيضِ مَشاعِري
ما خابَ خوفيَ والودادُ بَلاءُ
فشَبَكتُ عَشريَ من أسىً وتَأسُّفٍ
وَلِخَيبَتي إنَّ الوصالَ جَفاءُ
ماخِلتُ أنَّ سعادتي بِوِصالِها
ما بَينَ ليلٍ والنهارِ هَباءُ
أنّى لِحُمرٍ قَد سَرَينَ بكاملي
كتمُ النداءِ الى الحبيبِ تشاءُ
وَلَقَد نشأتُ مُحَدِّثا لِمَراشفٍ
أتغورُ لَثماتُ الحبيبِ تُساءُ
كم قد لثمن الخد بعد شفاهها
لوحاتَ فَنٍّ صاغَها العُظَماءُ
ومثيلَها بالذِّهنِ لوحةُ ماهرٍ
هيَ منحة للود كان جزاءُ
وطفِقتُ اصحو (والعُذَيرُ) بجانبي
بالحلم او بالجَدِّ كان سواءُ
وغدوتُ أحمَدُ للإلهِ بصنعهِ
فالعقل للفكرِ السليمِ خِباءُ
اسماعيل القريشي
الاربعاء ٢٠٢١/١/٦