فتاة جسدها ليس بالممشوق، كانت مخطوبة لشاب تحبه حبا جما، وتتوق ليوم زفافها؛ وبيوم زواج صديقه أرادا اصطحابها لحفل الزفاف معه، أخذت الفتاة ترتدي ثوبا وتخلع الآخر لتجد الثوب المناسب لجسدها، كانت ترغب في ارتداء ثوب لا يظهر إلا محاسن جسدها ولا يظهر العيوب منها.
وبالرغم من اجتهادها والمجهود الذي بذلته في ذلك، إلا أن الشاب بمجرد أن رآها صرف نظره عن ذهابها معه، جلست الفتاة في المنزل حزينة، كانت في كل شعور تشعر به لا تجد لها منفسا إلا الأكل، في فرحها حزنها قلقها خوفها، في كافة مشاعرها تجد الأكل صديقا صدوقا لها.
وبينما كانت تجلس تأكل الحلويات، رأت صورا على أحد مواقع التواصل الاجتماعية لزوجها المستقبلي وهو بحفل زفاف صديقه يجلس بجوار فتاة في غاية الجمال والروعة، شعرت بغضب عارم ولكنها أيضا اقترفت الأخطاء، لقد أعادت ارتداء ثوبها وذهبت للحفل، وهناك أحرجت نفسها وجرحت مشاعرها بطريقة لا يمكن أن تتسنى لها فرصة لنسيانها ما حدث معها.
لقد انفصل عنها الشاب والذي كان من المفترض أن يتزوج بها بعد شهر واحد، انفصل عنها ونعتتها بالبدينة أمام الجميع؛ لملمت جراحها وعادت للمنزل مكتئبة حزينة لا تقوى على فعل شيء سوى الأكل، لتجد عزائها الوحيد به.
جاءتها صديقتها الوحيدة لتواسيها في أزمتها، جلست معها ثلاثة أيام ولم ترى ردة فعل سوى الأكل، أنزلت عليها كلماتها كالصاعقة، لقد وضعت يدها على لب الموضوع وعينه، وأن الشاب لا يستحقها من الأساس ولو كان يستحقها لما رأى عيبا بها، بل تركه ليتقرب ويتودد من أخرى تزيدها برشاقتها، أما عن الجمال فكانت الفتاة تتسم بملامح جميلة للغاية ولا ينقصها شيء سوى ضبط وزنها.
أعطتها طاقة إيجابية بالانتقام منه بأن تجعله على اليوم الذي قرر فيه الرحيل عنها، وبالفعل باليوم نفسه اشتركت الفتاة بصالة للألعاب الرياضية، وشرعت بالتدريبات، كانت لا تكمل الثلاثة دقائق إلا وتشعر أنها تكاد تموت.
اشتركت في جماعات زائدي الوزن ليشجع كل منهما الآخر، وهناك تعرفت على صديق كان يأخذ بيدها ويقومها دوما، وعندما وجدت التشجيع ازدادت طاقتها الحماسية، وكلما مرت عليها الأيام كلما حسنت من وضعها، تحدت نفسها بامتناعها عن الأكل واتباعها حمية قاسية، وعلى الرغم من كونها طاهية بإحدى المطاعم الكبرى إلا أنها تغلبت على شهيتها كليا.
في البداية كانت لا تقوى على الامتناع عن الأكل، كانت تأكل وتشبع رغبتها وأثناء التهامها الأكل كانت عينيها لا تتوقفان عن سكب الدموع، كانت تشعر بغصة بقلبها، ولكنها بوسط كل التشجيع من أصدقائها وبإرادتها تغلبت على كل ذلك.
وبعد ثلاثة شهور أصبحت تمتلك جسدا رياضيا رائعا، وتمكنت من جذب انتباه خطيبها السابق ولكن بهذه المرة هي من رفضته.