الرغبة بالزواج
كان هناك فتاة مولعة بحبها وعشقها لابن عمها، لقد داومت طيلة أربع سنوات تغتنم كل فرصة بالتقرب فيها لله سبحانه وتعالى، كانت صوامة قوامة، تصلي فروضها الخمس يوميا ولا تكتفي بالفروض بل تقضي كل النوافل، كما أنها تقوم بكل ليلة، كانت أكثر أيامها صائمة، ولكن النهاية بعد انقضاء أربعة سنوات على عهدها مع ربها سبحانه وتعالى تزوج ابن عمها ابنة عمه!
صدمت الفتاة صدمة عمرها، وأول شيء فعلته تركت صلاتها وقيامها وكل شيء، بل واستاءت حياتها وفكرت كثيرا في الانتحار.
هداها الله سبحانه وتعالى للتوصل مع أحد علماء الدين، فقصت له حكايتها كاملة، صدم العالم فيها كثيرا ولم يخبرها سوى بشي واحد، أن تفتح القرآن الكريم على سورة الحج وتقرأ منه الآية الحادية عشرة.
قال تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ” صدق الله العظيم.
وسألها قائلا: “أتعلمين ما معنى حرف؟!”
فأجابته نافية كليا إدراكها للمعنى، فأخبرها قائلا: “تعني شرط، والمعنى العام أي أعطني وأعطيك”!
صمت لوهلة من الوقت وأخبرها قائلا: “يا ابنتي مهما منعت عنكِ أشياء ظننتِ أنها ستكون سببا لسعادتكِ، فثقي يقينا أن الله سبحانه وتعالى منعها عنكِ لأنها ما كانت إلا سببا في تعاستكِ”.