قصيدة الحال بالفصحى
أنا مَن هَوى كُلَّ الهُمومِ بِمَهدِهِ
وقد شابَ منهُ القلبُ إثرَ المظالِمِ
ولستُ الذي تهوى الملاعبَ نفسُهُ
خلافَ نَظيري في جميلِ المكارِمِ
أسيرُ سهدٍ مع الأيّامِ ذو جِدَةٍ
وليلي بصحبِ الَّنجمِ وهو منادمي
وأعدو بأقدامٍ بثُقلِ شواهقٍ
على كُلِّ ملمومٍ بعزمِ الصماصمِ
أُلاحِظُ قبلَ السّؤلِ كُلَّ نتيجةٍ
بِعَقلٍ تُدانيهِ علومُ الأعاظِمِ
وأعدو الى كُبرِ الخطوبِ مُبَدِّداً
بإحكامِ فكرٍ في فراسةِ غانِمِ
ولستُ بهاوٍ للعيوبِ عشيقَها
وفيه من العوراتِ كثرُ جواثمِ
فمن كانَ ذا جاهٍ عليهِ تواضعٌ
لعلَّ بِزَلٍّ يَستَفيقُ بِلائمِ
وَحَسبُ الفتى إقدامُهُ لِفضيلةٍ
بِرُغمِ صِعابٍ في منالِ المغانِمِ
وما كانت الخيباتُ إلّا مَدارِساً
وكانت الى الإقدامِ محضُ سلالٍمِ
وما حسبُ من ظنَّ التّخاذلَ دأبَهُ
سوى في ظنونِ العقلِ عزُّ منادِمِ
وإن كُنتَ دوماً في صَوابِكَ واثقاً
يكونٌ سَديدَ الفِعلِ عَينُ مُلائمِ
فلا تحتوي ضَعفاً عليكَ بِقوَّةٍ
وبدِّد مُحالاً بالفؤادِ المُسالِمِ
وإن خِلتَ حيناً بالتّخاذُلِ واقعاً
فَما كُنتَ حقّاً في نجاحِ مُتاخِمِ
وهل كانَ مولودٌ من المهدِ فارساً
سوى أن يفُز بالحادثاتِ الصّوارمِ
وكُلٌّ لهُ بالطَبعِ عِلمٌ وحكمةٌ
وما مَن يُزَكّي غيرَ ربِّ الأوادِمِ
إذا كانَ مَن يسمو اليَسيرُ بِحظِّهِ
فلا تبتئس من معسراتٍ عوارِمِ
ولا كوُنهُ أن تحتويكَ نقيصةٌ
فلا تكُ محزوناً ولست بكاظمِ
على ما مضى لا تستفق لملمّةٍ
ولا تنظرَنْ للحادثاتِ القوادِمِ
وكُن في أوانٍ طيّباً بسعادةٍ
الى حاضرِ الأيّامِ حقَّ مُلازِمِ
ولو رُمتَ مَجداً فابتديهِ بِخطوةٍ
فما كانت الامجادُ دونَ صوارِمِ
وما الناطحاتُ غيرُ أصلِ خريطةٍ
وليست سوى ماءٍ أصولُ الضراغِمِ
وعلماً فإنَّ السّعدَ صنعةُ عاقلٍ
وليسَ بِملكٍ او كثيرَ الدّراهِمِ
وفي أمرِ معروفٍ ونَهيَةِ مُنكرٍ
ترى السّعدَ في قلبٍ بكُلِّ القوائمِ
وما من ظلومٍ أن يحابي سعادةً
اكيدٌ وان يحوي كنوزَ غنائمٍ
ومن طيبةِ الاخلاقِ فاجمع الى الورى
ولا تَجمعِ الثّرواتِ إرثاً لِنائمِ
وحيناً إذا أخطأت تولدُ كَثرةٌ
مراجعُ تفتي من عقولِ البهائمِ
وجوراً يُدانُ الخاطئون لزلّةٍ
ويُنسى عياناً آثمٌ بجرائمِ
اسماعيل القريشي
الاربعاء ٢٠٢٠/١٢/١٦