هنا

[فقار الكرخي]

لا مُشكلةَ إن كانَ الطريقُ مُظلِماً قليلاً
أو إن احتوى على العوائِقِ والمَطبّاتِ
لا يَضُرُّ إن كانَ قصيراً أو طويلاً
فـ كُلُّ الطرقِ تبدأُ هكذا
ولكن لا ينبغي أن تنتهي كلُّها كما بدأت
فمنها ما يستمِرُّ مُظلماً موحِشاً
ومنها ما يزدادُ ظُلمَةً ومَطبّاتٍ
ومِنها ما يظلُّ واحِداً إلى آخِره
وبعضها يتفرَّقُ ويتشعَّبُ
ومِنها ما يُحافِظُ على استِقامتِه
وبعضها لا ينتَهي إلا مِعوَجَّاً

ولكن ما يُهمُّ فِعلاً
قبلَ أن تَطئَ بقدميكَ الطريقَ
قبلَ أن تَخطوَ فيهِ خطوتُكَ الأولى
يجبُ أن تفهمَ شيئاً مُهمّاً
لا تَسِر في أيِّ طريقٍ مُغمَضَ العينين
ولا تَمشِ فيهِ بلا هدفٍ
يجبُ أن تقصِدَ في مشيتكَ شيئاً
لابُدَّ أن يكونَ المقصودُ واضِحاً لك
قصدُكَ تجلٍّ لنيَّتِك
ومقصِدُكَ موافِقٌ لمشيَتِك
ولا بدُّ أن يُطابِقَ ما أنتَ قاصِدهُ طريقك

ما يهمُّ فِعلاً
هو أن تمشي الطريقَ بلا صوت
هادِئٌ في خطواتِك واثِقٌ مِنها
بعيدٌ كلِّ البُعدِ عن ضجيجِ المُشاحنات
عن أنوارِ الإنجازاتِ ومظاهِرها
وكذلكَ أضواءُ الشهرةِ وسحرها
أنجِز في صمت
واحتَفل فقط عندما تصِل

ما يهمُّ فعلاً
أن تكونَ أنتَ هو نورُ الطريق







م

[،،،،،،،،،]

شكرا