في مغيب الشمس
تفقد الأشياء ألوانها شيئًا فشيئًا
تعتريني فجيعة غامضة
أشْهدُ انفتاح مصابيح الإنارة
في اللحظة الفاصلة بين الليل والنهار
ولعلها اللحظة التي ينتقل فيها نور النهار إلى المصابيح الليلية
وأقول أنّي لا أريد أن أحشو لغتي بأحزانِ أُناسٍ مكلومين آخرين.
لا سُرعةَ في هذا الضجيج
ويبدو أحيانًا أنه يتناوب مع صمتٍ معزول مُطبِق
إلى حدّ أنّه يصعب التفريق بين الاثنين.
يتوقّفُ الضجيج أحيانًا
يعلقُ في جزيئات الهواء الباردة في هذا الوقت من العام.
وفي هذا الوقت من العام يبقى الهواء مُعلّقًا لأطول وقتٍ ممكن وببطء.
ما الذي يجدر بي الشعور به ونظري منخطِفٌ باتجاه ذلك الأفق
الذي تتماهى فيه زرقة جبالٍ بعيدة مع خطوط السحب التي تذيّل الشمس الغاربة
حيث تُصبِحُ شمعًا ذائبًا داكنًا شديد الزرقة
لشمعة مُدوّرة تحترق طوال النهار
تلك الشمس التي أحفظها في عظامي.
ويُعيد النظر إلى الشفق أرقّ ذكرياتٍ غابَت مع شمس يومٍ مضى.
وعدتكَ بحزني وتصدُّعي
وأن لا أنبذكَ من نفسي للأبد.
وعدتكَ بأشياء كثيرة لا أزالُ على عهدي بها حتى لو لم أبدو كذلك.
لا شيء يحدثُ هنا أكثر من الأمل الذي يحتدمُ في داخلي مثل مرضٍ لا أقوى على التحكم
نوران الحسيني