الليلُ مستنفرٌ على العتبة
الصّدرُ مُلقًى على العتبة
في الخارج
رجلٌ يكنسُ هذا البرد بدمعة فوق الخدّ
الضوءُ أيضاً سافل
ويرفضُ أن يشتعلْ
السلاسلُ تنقصُها فقط حلقة
لكي تكتملْ؛ إنّها قلبُكِ.
بكثيرٍ من الاحتياط
أرمي يدي السّاحرة في الجوّ
أُبادلكِ التحيّة
بلا وجلٍ أو خوف
وبعيداً عن الخسارة
أريدكِ هذه الليلة أيضاً
كوردة من دون رائحة
ثمّ أتوجهُ سريعاً إلى المبكى.
الساعة الآن الحادية عشرة
ربما ينبغي عليكِ أن تعودي إلى الفندق
اللحظة تسيرُ باستعجال
بدونكِ الوقت بلا معنى.
لن أعدكِ بالنسيان
لن أجدَ امرأة أُخرى.
أعدكِ أن أرخي الظلال على ركبتيكِ
أعدكِ بالهدايا
وبالكتب السّميكة
أعدكِ بالشجراتِ التي تُنبِتُ زرعاً كثيراً
بسماء صافية أعدكِ
وبأخطاء كثيرة نرتكبُها سويّةً.
ما أعرفه في هذه اللحظة
أنكِ لا تحبّين الحلوى
ولا ترتدينَ حمّالة صدر
وأنكِ تُمضينَ نهاراتكِ
بتعدادِ خسائرِنا سويّة
أعرفُ أنّ كلامكِ عن الحبّ
محضُ افتراء
أعرفُ أنّي أستطيع
عدّ أنفاسكِ البطيئة
وأن أسمعَ دقاتِ قلبكِ
أعرفُ أنكِ تشبهينَ
هذه السّاعة المعلّقة على جدار البيت
أعرفُ أنّك بالتأكيد
لن تطرقي الباب
مع ذلك أقومُ لفتحهِ ببلاهة من ينتظر
أعرف أنّ حياتنا
كانت كابوسيّة بما يكفي لنهرب
أعرفُ أيضاً يا حبيبتي
أنّ ما بيننا
ليس حبّاً بل دعابة.
تواعدنا على الحيرة منذ البداية
على القلق والعته والقسوة الممكنة.
تواعدنا أن نكسرَ هذا الجبين بالقُبَل
كنّا تواعدنا أن تضجّ الحياة بالحبّ
وأن نهتف لبعضنا في السّاحات
تواعدنا كثيراً
ولا أذكر لماذا؟
تلكَ هي الاستحالة
شيء منكِ بقيَ ملقًى على الدرج.
إنها مجرّد مهزلة
أن تغادري المسرح هكذا
بلا أثرٍ أو وداع
بلا حسيس أو أنيس
صمتٌ فقط!
م