إنّ تَبْليغَ المَعْنى لا يكونُ إلاّ بلغةٍ ذاتِ قَواعدَ وذاتِ نَسَقٍ وذاتِ نظامٍ ، ومَن ركبَ لهجةً عاميةً من غير قَواعدَ
فقَد بلّغَ معناه العلميَّ العالي مُشوَّهاً غيرَ مُكتمل وغيرَ سويٍّ لأنّ القَواعدَ النحويّةَ والصرفيّةَ والمعجميةَ
المركوزةَ في نُفوسِ المتكلّمينَ والمُستخْرَجَةَ على هَيْئةِ قواعدَ نحويّةٍ مبسوطة في كتب النّحويين الأوائل،
هذه القَواعدُ هي التي تُيسّرُ تبليغَ المَعْنى سليماً مُعافىً مكتملاً، وهذا لا سبيلَ إلى إدراكه إلاّ لمن تَمرَّسَ
بقراءَة النّحو والصّرف والبلاغَة وعلوم العربيّة عامّةً؛ لأنّ علومَ العربيّة هي القَنوات التي تنظّمُ مَسالكَ تبليغ المَعْنى.