كيفَ يُصغَّرُ الشَّيخُ ؟!
منذ أكثر من عقدين من الأعوام كتب بعض الكاتبين مقالا يردُّ فيه على العلامة ابن عقيل الظاهريّ في تصغيره لفظة شيخ على شويخ ، وقال الكاتب : تصغير ( شيخ ) على شويخ خطأ ؛ لأن القياس في الاسم المنقلبة ألفه عن ياء أو واو أن يردّ ثانيه إلى أصله .. وأصل شيخ من شاخ يشيخ فقياس تصغيره شُييخ لا شُويخ ، كما يصغّرُ ( باب ) على بويب ؛ لأن ثانيه واو .. وأول من يذكر عنه تخطئة ذلك من مصنفي المعاجم الجوهري ، قال في الصحّاح : ( وتصغير الشيخ شُيَيْخ ، وشِيَيْخ أيضا بالكسر ، ولا تقل : شُوَيخ )) وكلامه مبني على القاعدة المعروفة ، وشذ منها كلمة ( عِيد ) يصغر على عييد ، والقياس عُويد ، غير أنه لم يسمع ، وهو مذهب أهل البصرة ، وأما أهل الكوفة فيجيزون إبدال الياء في ( شيخ ) واوًا عند التصغير ، وكذلك كل ألف منقلبة عن ياء ، فيقولون : شُويخ ، و نُويْب ؛ لأنه سمع تصغير ( بيضة ) على بويضة ، ويقولون أيضا في ( بيت ) : بُوَيت ، وفي ( عين ) : عوينة ، وهكذا ؛ وهم يجوزون ذلك لأن الياء في التصغير متحركة بالفتح ، ولا تقوى الضمة على قلبها ، ونصّ سيبويه في كتابه على أن هذا القلب غلط ، وحكى السيرافي أنها لغة ، وقد وافق الكوفيين ابنُ مالك في التسهيل ، كما أجازه مجمع اللغة القاهريّ ، فلا لوم إذن على الظاهريِّ ، وإنما يطالب بدليل التصحيح ، أو دليل الترجيح ، ومن لطيف ما نظم في الشيخ وجمعه :
إذا رمتَ جمعَ الشَّيخ وهو مجرَّدٌ *** يصير رمادا عند ما ضمه الجمعُ
شيوخٌ وأشياخٌ وشيخانُ شيخةٌ *** مشايخُ مَشْيوخاءُ مَشْيخةٌ سبعُ
الخلاصة:
يجوز أن يصغّر لفظ (الشيخ) على (شُيَيْخ) و (شُويخ)