لا عيبَ فيَّ سوى حرية ٍ ملكتْ
أعنتي عنْ قبولِ الذلَّ بالمالِ

تبعتُ خطة َ آبائي ؛ فسرتُ بها
عَلى وَتِيرَة ِ آدَابٍ وَآسَالِ

فَمَا يَمُرُّ خَيَالُ الْغَدْرِ فِي خَلَدِي
وَلاَ تَلُوحُ سِمَاتُ الشَّرِّ فِي خَالِي

قلبي سليمٌ ، ونفسي حرة ٌ وَ يدي
مأمونة ٌ ، وَ لساني غيرُ ختالِ

لَكِنَّني فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِباً
في أهلهِ حينَ قلتْ فيهِ أمثالي

بَلَوْتُ دَهْرِي؛ فَمَا أَحْمَدْتُ سِيرتَهُ
في سابقٍ من لياليهِ ، وَ لاَ تالي

حَلَبْتُ شَطْرَيْهِ: مِنْ يُسْرٍ، وَمَعْسُرَة ٍ
وَذُقْتُ طَعْمَيْهِ: مِنْ خِصْبٍ، وَإِمْحَالِ

فَمَا أَسِفْتُ لِبُؤْسٍ بَعْدَ مَقْدُرَة ٍ
وَ لاَ فرحتُ بوفرٍ بعدَ إقلالِ

عَفَافَةٌ نَزَّهَتْ نَفْسِي؛ فَمَا عَلِقَتْ
بلوثة ٍ منْ غبارِ الذمَّ أذيالـــي








محمود البارودي