كانت هذه الفتاة أكبر أخت لأربع صبيان وبنتين، أنشأها والدها منذ الصغر على الأدب وحب التعاليم الدينية، وكان أبوها يذهب بها إلى مجالس تعليم القرآن الكريم، فحفظت من كتاب الله عز وجل الكثير قبل ذهابها إلى المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة الابتدائية كانت متفوقة في صفها لأنها تحب التعليم جداً إلى جانب حبها إلى كتاب الله الكريم وحفظه، فكثيرا ما كانت تتفوق وتحصل على المرتبة الأولى في صفها خلال المرحلة الابتدائية، وكانت هي محبوبة جداً من أهلها، وكل هذا الحب والتفوق جلب لها البغض والكراهية والحقد من أقرب الناس إليها، فكانوا دائما يتهمونها بصفات ليس فيها، وعلى هذا كانت تعاقب بشدة على أمور لم ترتكبها ولم تفعلها بل لأن البعض ألفق إليها هذا الفعل، ولأن والديها كانا يحبانها حباً شديداً كانا يعاقبانها على أمور يعلما أنها لم ترتكبها ولكن كان ذلك لتتعلم ليس فقط من أخطاءها ولكن أيضاً من أخطاء الغير.
فترة المراهقة:
وانتقلت الفتاة من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية وهنا ظهر تفوقها الدراسي، فكانت دائما في المرتبة الأولى في جميع المواد، وكانت لها صديقاتها تحثهن على المذاكرة وتشجعهن على ذلك، وكان أيضا في نفس الصف الدراسي في المرحلة الثانية الإعدادية تلميذاً متفوقا ولكن ليس كمستواها فهو كان يليها مباشرة في المرتبة الثانية، فتعارفا عن طريق معلميهم والدروس الخصوصية إلى أن أصبحا صديقين مقربين جداً لبعضهما البعض، فكانا يتبادلان أطراف الحديث يوميا عن ما تم دراسته وعن مراجعتهما للمواد جميعها، حتى تعلق كلاً منهما بالآخر، هنا علمت الفتاة أنها تحبه وتحبه جداً فتفوقت وظلت تدرس بجد لكي تحصل على أعلى الدرجات لحبها ذلك ولكي تنال إعجاب من تعلق قلبها به.
فترة الثانوية العامة:
وزادت العلاقة بينهما حتى دخلا المرحلة الثانوية العامة، فكان كلامهما عن التعليم فقط ليس عن الحب والغرام، فكانا يحثا بعضهما على الاجتهاد والجد في المذاكرة لكي يلتحقا بكليات القمة “الهندسة والطب” ليشرفا نفسيهما وأهاليهما، ولكن هذا التفوق جلب ما جلبه لها في صغرها من حسد وكره، فوصل الكره أنهم أفسدوا حياتها بالسحر والأعمال لتعاني في حياتها، ويتحول التعليم لها من حلم سوف تصل به إلى مبتغاها وهو كلية الطب والزواج من زميلها في الدراسة إلى كابوس لا تعرف كيفية التخلص منه، وتخلفت عن الصف فالتحق من كان معها إلى الحياة الجامعية وهي ظلت في المرحلة الثانوية العامة لم تتقدم خطوة للأمام بسبب ما تعاني منه.
مرارة الحياة:
وكما التحق الجميع بالحياة الجامعية التحقت هي إلى مدرسة الحياة بعد عدة محاولات لتكمل دراستها باتت بالفشل، فتغيرت الحياة بالنسبة لها وتغيرت ألوانها، فاتضحت لها حقيقة كل من حولها من يكرهها ومن يحبها، فتقدم لخطبتها الكثير ومن ضمنهم أقارب لها فرفضت رفضاً شديداً لأملها في أن تكمل تعليمها، وأيضاً كانت تنتظر من يهواه قلبها، وماذا تصنع وقد انقطع الاتصال به، ولكن كانت لها صديقة مقربة في الجامعة مع هذا الشاب الذي تحبه فتحصلت على رقم تليفونه واتصلت به مباشرة لتخبره عن حبها له وهو كان يكن لها أضعاف هذا الحب وكان سوف يتقدم لخطبتها في آخر سنة له في الحياة الجامعية.
ما لم يكن في الحسبان:
فانقطع الاتصال بينهما لمدة شهر واحد وما حدث في هذا الشهر غير طعم ولون حياة كلاً منهما، فتقدم لها شاب من نفس عائلتها لتتم الموافقة عليه وتحديد يوم الزفاف أيضاً وهذا الشاب لا يعلم شيء وهي لا تستطيع الوصول إليه ليأتي يوم الزفاف ويرجع الشاب إلى البلد ليتفاجأ بزفاف من يهواها قلبه يظن أنه ملكه فقط، فحزن الشاب حزنا شديداً على فراقها، وهي حزنت حزناً شديداً وأيقنت أنها سجنت في سجن الحياة للأبد، ولكن لله أمور يعلمها فلتنتظر هي وينتظر الشاب ماذا يخبئ الله لهم من حظهما في الفرح والسعادة.