الحنينة
حَنينةُ أضحَت مِنكِ بهجةُ خاطري
وَمالي سِوى مِنكِ الوِصالَ أُشاطِرُ
وَإن صَحَّ مِنكِ الصدُّ حقَّ مشيئةٍ
فَلي صحَّ مِنكِ الطَّيفُ شِئتُ أُسامرُ
عَليلٌ بقُربٍ أو بِصَدِّ عَشيقَةٍ
فبالقُربِ مِن نورِ الجمالِ أُخاطِرُ
وَبُعداً ظلاماً عشتُ بَعدَكِ موحشاً
فما بينَ هذا أو لذاكَ أُناورُ
طَمِعتُ بٍما فيهِ وَجَدتُ مَطامعي
مَليكاً غَدَوتُ المُلكَ،، مُلكيَ صائرُ
ولي من مَقالٍ يا لُبابَ صبابتي
فَهل من ضميرٍ بالفؤادِ يُجاهَرُ
فَحيناً لِأنّاتِ الفؤادِ مُبَدِّدٌ
وحيناً إلَيها ظَلَّ حُزنٌّ يُجاوِرُ
وحيناً أُحابي من جَمالِكِ فَرحَةً
وحيناً يَغورُ السَّعدُ والبِشرُ ضامِرُ
سَليني عَظيمَ الوِدِّ في نَبضِ خافِقي
فإنّي طَريحُ العِشقِ يا مَن أسايِرُ
فبالجَدِّ إنّي منكِ نُلتُ بَهيتَةً
فَما كُنتُ أقوى حَيرَةً وَأُغامِرُ
فقالت أوُدُّ الوُدَّ شرطَ أوامرٍ
فإنَّ عِناداً في فؤاديَ باتِرُ
فقُلتُ اامري يامنيةَ القلبِ وافصِحي
بما كانَ مِن أمرٍ لَدَيكِ يُخامِرُ
فقالت فبَدءاً لا قيودَ مَعَ الهوى
لأنَّ فؤادي تَزدَريهِ أواصِرُ
وإنّي أُحابي من وِدادِكَ مُنحةً
فما من وِدادٍ للحبيبةِ آسِرُ
أسيرٌ فؤادي إذ اكونُ قريبَةً
وَإن كُنتَ تنأى إذ بِعادُكَ ضائِرُ
فعَلَّكَ بالإفصاحِ كُنتَ مُدارِكاً
فهذا وإنّي أفتَدي وأفاخِرُ
فَقُلتُ مُنى قلبي ومُهجَةَ خاطِري
حوائجُ روحي يا هوايَ صَغائرُ
وَعهداً أرومُ الحُبَّ في بَدءِ أمرِنا
بِقولِ حَبيبي إنّ قلبيَ شاكِرُ
فَقالت حبيبي ،،قُلتُ باللهِ كرِّري
حَبييةُ قَلبي والفؤادُ يُناظِرُ
فأبدت حياءً لَيتَني كُنتُ صامتاً
خَجِلتُ مقالاً صَرّحتهُ نواظِرُ
أغارُ عليها لَستُ من حُسنِ ثَوبِها
فهذا مُحالٌ إنَّني لا أحاذِرُ
ولستُ إلى المسواكِ قد كُنتُ جاحداً
ولا من ذويها إنَّ فكريَ حائرُ
ولكن من العينينِ كُنتُ بِغَيرةٍ
كأني الى عَينَيَّ بالسَّهمِ باقرُ
اسماعيل القريشي
السبت ٢٠٢١/١/٢٣