في ايام حكم صدّام ، أُعلن عن وجود ثلاث مقاعد دراسيّة على حساب الدولة للحصول على شهادة الدكتوراه ، سررت بالخبر واسرعت لأخبر أحد اصدقائي كي يقدّم معي.
كنّا أربعة متقدّمين فقط ، قالوا لنا بأن هناك لجنة ستقابلنا الواحد تلو الآخر لكي يختاروا ثلاثة منّا ، من الناحية العلمية كنتُ افضل الجميع لذلك كانوا خائفين من المقابلة إلّا أنا ، قُلت لهم : لا تخافوا ، سأدخل انا اوّلاً وعندما اخرج اخبركم بما سألوني.
وبالفعل دخلت وانا كلّي ثقة بأنهم سيختاروني للزمالة لأني ممتاز علميّاً.
كانت اللجنة مكوّنة من اربعة اساتذة جالسين حول مائدة كبيرة ، سلّمت عليهم وجلست.
بدأوا يسألوني بالمواضيع العلمية فكانت اجاباتي دقيقة جدّاً وبعد نصف ساعة من الاسئلة المتواصلة ، شكروني جميعاً على سعة معرفتي واسلوبي العلمي في الاجابات .
اردت النهوض فأوقفني احدهم فجأةً قائلاً : سؤال أخير وتستطيع لو اجبتَ عليه ان تضمن الزمالة الدراسية.
قلت له بكل ثقة : تفضّل أسأل.
اشار الى صورة صدام المعلّقة على الحائط وقال : هل تستطيع ان تقل لي كم هي أبعاد هذه الصورة؟
اخذتُ الموضوع على محمل الجد وحاولت ان أخمّن طول وعرض الصورة فقلت : حوالي ٨٠ في ٦٠ سنتمتر.
فقال لي غاضباً ويكاد الشرر يتطاير من عينيه : ما هذا الهراء ؟!
للقائد أبعاد نضالية ، قيادية ، فكرّية.
اخرج من هنا.. فأنت مرفوض!