القطيف.. احتفالات الناصفة تعود بكثافة بعد غياب
نداء آل سيف - تصوير : سعيد الشرقي - القطيف 29 / 3 / 2021م - 12:28 ص
بعد غياب احتفالات ”الناصفة“ العام الماضي بسبب جائحة كورونا، احتفل الأهالي في محافظة القطيف بليلة النصف من شعبان ذكرى ميلاد الإمام المهدي المنتظر وسط مشاركة كثيفة.
وشارك الصغار والكبار ضمن احترازات مشددة ضمن الاحتفالات التي أقيمت في المساجد والحسينيات والشوارع التي تزينت بمختلف أنواع الزينة والإضاءة الملونة.
وانتشر الأطفال المتزينين بالثياب الخاصة بالقرقيعان وهم يحملون الأكياس مارين بمنازل الأقارب والجيران لجمع الهدايا والحلويات وهم يرددون بصوت مسموع ”ناصفة حلاوة اعطونا الله يعطيكم“.
وحاول البعض من الأهالي تعويض حرمانهم من الاحتفال في العام الماضي، بطريقته الخاصة وذلك بالاحتفالات المفتوحة وبدون قيود، فمنهم من فتح أبواب بيته لجميع المارين بينما وقف أحدهم بلباس الشخصيات الكرتونية محييا الأطفال الذين تجمعوا للسلام عليه والتقاط الصور الشخصية بصحبته.
في حين احتفل البعض كعادته السنوية بتجهيز مضيف متنوع المأكولات على جانب الطريق لتقديم ما لذ وطاب من البطاطس المقلية والسمبوسة والفلافل للمحتفلين العابرين.
وارتدت الكثير من الفتيات الصغيرات ما يعرف ب «المخنق او الملفع» وهو حجاب مطرز بالزري الذهبي والفضي والجلابيات المحاكة بالزخارف والنقوش الملونة إضافة إلى الكمام الذي صنع بذات القماش والتطريز.
وأقيمت احتفالات المولد الشريف في الحسينيات والمساجد وسط التزام صارم بأعداد الحضور الذي لا يتجاوز العشرين شخصا وإقامة البرامج العبادية والاحتفالات التي شارك فيها رجال الدين والشعراء والمنشدين.
وعبر المواطن أحمد التاروتي الذي وقف أمام بيته عن سعادته بمشاهدة ”الحياة“ تعود على ليلة الناصفة، مشيرا إلى أنه اكتفى بأخذ جولة مع عائلته بسيارته للمشاهده.
بينما يقف بجانبه جاره الذي يستند على كرسي خشبي وهو يوزع أصناف الحلويات والمكسرات على المارة قائلا بضرورة الموازنة بين الاحتفالات وبين الإجراءات الاحترازية التي تفرضها وزاة الصحة والداخلية، منوهاً بأنه يوزع الأطعمة بحذر شديد.
ومضى يقول وهو يشير إلى قفازه الشفاف وكمامه أن حرصه على الإجراءات تتيح له الاحتفال وتعويض غياب العام الماضي.
الطفل رضا آل طناب والذي يجر كيسه، قال بأنه سعيد بعودة الناصفة التي اشتاق اليها إلى سابق عهدها، مشيرا إلى النصائح التي شددت عليها أسرته للسماح له للاحتفال مع أصدقاءه.
يذكر أن الاحتفالات التي تقام بمناسبة ليلة النصف من شهر شعبان تعتبر تقليد شعبي قديم توارثه الأبناء عن الأجداد، في معظم دول الخليج.