خبراء المتحف البريطاني الوطني كشفوا عن رسوم أولية في لوحة "عذراء الصخور" لدافينشي (مواقع إلكترونية)
كشف خبراء المتحف البريطاني الوطني عن رسوم أولية خفية لا تظهر بالعين المجردة في لوحة فنان النهضة الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي (عام 1508) المعروفة باسم "عذراء الصخور"، ووجد باحثو معرض لندن أن تصميمات ليوناردو الأولية للملاك والمسيح تظهر اختلافات كبيرة عن كيفية ظهورهما في اللوحة النهائية.وتوجد نسختان من اللوحة الأقدم التي رسمها دافنشي بين عامي 1483 و1486، أولاهما في متحف اللوفر بباريس والثانية -وتكاد تكون مطابقة لها ورسمت في بداية القرن السادس عشر- في المتحف الوطني بلندن، فيما يقول الباحثون إن بعض مساعدي دافنشي ربما أكملوا رسمها بعد أن شرع معلمهم في عملها.
وأظهر الكشف بالأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء والتصوير الطيفي وجود رسوم غير ظاهرة للملاك والمسيح تم إخفاؤها عبر ألوان الرسم الأخير، لكن التقنيات الحديثة أتاحت الكشف عن التصميم الأصلي الذي فيه بعض التغييرات مثل زاوية رأس الطفل ونظر الملاك للطفل بنظرة حانية.
وتخضع اللوحة لاستقصاء علمي وتدقيق، واكتشفت الرسوم الأصلية المخفية للفنان وبصمات يد غامضة تركت في الطلاء نتيجة وضع أساسات اللوحة وإنشاء طبقة متساوية السمك ربما قام بها دافينشي أو مساعد له.
نسختان متشابهتان من لوحة عذراء الصخور إحداهما في باريس والثانية في لندن(مواقع إلكترونية)
اختلاف
وقال بيان المتحدث باسم المعرض المخصص لرائد النهضة الذي يتوقع أن يفتتح أبوابه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إن "التصميم المخفي يظهر المسيح والملاك في مستوى أعلى في اللوحة، بينما ينظر الملاك إلى الطفل المسيح وكأنه يحتضنه".
وسيتمكن زوار المعرض من مشاهدة صور "التركيبة المهجورة" أسفل عمل الطلاء النهائي، بفضل خرائط مضاءة بالأشعة السينية الكلية (MA-XRF) والتصوير بالأشعة تحت الحمراء والطيفية الفائقة.
وتم العثور على هذه الرسوم نظرا لصنعها بمادة تحتوي على بعض الزنك، مما يسمح برؤيتها في خرائط مضاءة بالأشعة السينية توضح مكان وجود هذا العنصر الكيميائي الذي يمكن كشفه أيضا بالأشعة تحت الحمراء الجديدة والتصوير الفائق الطيفية، غير أن السؤال المهم الذي يظل مطروحا: لماذا تخلى ليوناردو عن هذا التكوين والرسوم الأولية؟
عذراء الصخور
تأسست كنيسة "الحبل بلا دنس" قبل عام 1335 على يد بياتريس ديستي زوجة دوق ميلانو الإيطالية لودوفيكو سفورزا، وتم التعاقد عام 1479 مع شركة لتزيين قبو الكنيسة وإنشاء مذبح خشبي كبير مع أماكن للرسم والمنحوتات والديكور يتم وضعها فوق مذبح الكنيسة.
ليوناردو دافينشي(مواقع التواصل)
وتعاقدت الشركة بدورها مع ليوناردو دافينشي لعمل الألواح المرسومة للمذبح ومع فنانين آخرين، إلا أن العقد لم يكن واضحا بشأن ما يجب على كل فنان القيام به، فيما تمت الإشارة إلى ليوناردو في العقد باسم "المعلم".
وجرى الاتفاق على تفاصيل الرسم والتلوين والتذهيب في العقد، ودفعت مستحقاته على دفعات طوال أكثر من عامين، إلا أن خلافات حدثت حول قيمة اللوحة المادية قبل أن يتم تسليم اللوحة ووضعها في مكانها في 18 أغسطس/آب 1508.
وتوجد لوحتا "عذراء الصخور" في المتحف الوطني بلندن ومتحف اللوفر في باريس، وتتشابه اللوحتان اللتان اشتقت إحداهما من الأخرى، ومع ذلك تختلفان في التفاصيل التركيبية واللون والإضاءة والتعامل مع الطلاء.
وبينما تستقر يد الملاك اليمنى في لوحة لندن على ركبته، تُرفع اليد في لوحة متحف اللوفر وتشير السبابة إلى يحيى (أو يوحنا)، وتنظر عيون الملاك بطريقة تأملية في لوحة لندن لكنها تنظر في نسخة متحف اللوفر في اتجاه المشاهد.