جُلَّنار
بِروحي وِدادٌ بِالتّفاعُلِ سائِرُ
وَهَل بَينَ ذَرّاتِ الفُراتِ تَنافِرُ
سَليني فؤادي هَل لِأمرِهِ قائِدٌ
سِوى مِن حِسانِ النّاعِساتِ أوامِرُ
بِقَلبي رَجاءٌ وَاشتِياقٌ وَلَوعَةٌ
إليكِ وَأمرٌ يَعتَريني وَ آسِرُ
أسيرٌ إلى عينيكِ أسريَ مَغنَمٌ
وَهَل بَعدَ نشوى للفؤادِ مَحاذرُ
لَعمري لَدَيكِ بالمثالِ كَثيرةٌ
وأخفضُ ما فيها جمالاً سَواحِرُ
سَحَرنَ حِسانَ الحورِ ثنتانِ عَندَمٌ
وَرَعشَةُ طِفلٍ في شتاءٍ أُخامِرُ
لِما يُدهِشُ الزُّهادَ مِنهُ صَبابَةً
هَوَيتُ بِصِدقٍ جُلَّنارُ أُفاخِرُ
حُظيتُ بِسَعدٍ وانتِصارٍ لِثائِرٍ
وكانَ دَبيبُ الوِدِّ خَمراً يُسامِرُ
لِما يَنطَوي مِن ذا الوَحيدُ لِقاؤنا
جُنِنتٌ وَجُنَّت جُلَّنارُ الأوامِرُ
رَقَصتُ وَغَنَّت إذ رَقَصتُ مُراقِصاً
حَبيبةَ قلبي وَالغِناءَ نُجاهِرُ
غَدَوتُ كَأنّي جُلَّنارُ بِحُسنِها
تُسَكِّرُ قَلبي وَالقُلوبُ تُحاوِرُ
أميلُ طَروباً إذ تَميلُ وَيالَها
على ما بِها لا تَختَفي وَتُغادِرُ
بِرَبّي عَلى مَحضِ الفِراقِ أُقاسِمٌ
ألا إنَّ بُعداً مِن كِيانِهِ صائِرُ
فَإنّي رَقيقُ القَلبِ قَبلَ عَشِقتُها
فَكَيفَ بِودٍ يَعتَريني يُكاثِرُ
وَيا حادِثاتَ الدَّهرِ لُطفاً تَعَطُّفاً
دَعينا بإلفٍ إنَّني لكِ شاكِرُ
وَيا جُلَّناري إذ فَدَيتُكِ وَالهوى
وَإنّي فَخورٌ بَل وَإني مُفاخِرُ
وَلي مِن رَجاءٍ للّذي فَلَقَ النَّوى
لِما أضمَرَ القَلبانِ وَهُوَ مُناظِرُ
رَجاءٌ عَسى أن يَستَقيمَ وِدادُنا
قَسَمتُ إلهي سائِلاً وَأُكابِرُ
ظَنَنتُ وَظَنٌّ فيكَ يَملأُ مُهجَتي
فَحاشا إلهَ الكَونِ ظَنٌّ مُغايِرُ
إلهي فَخِلّي قَد حَوَى لِمَحاسِنٍ
وَما خالِقٌ تَخفَى عَلَيهِ (جَلانِرُ )
إلهي بِكَمٍ ما وَهَبتَ لِحُسنٍها
بِآلافِ ضِعفٍ مِن جَلالِكَ ساتِرُ
إلهي سؤالٌ : ما صَنَعتَ بِذاتِها
لِتَبدو جَمالاً ما فؤادُ يُخاطِرُ
أقولُ جِنانٌ فاتِناتُ بِخُضرِها
وظِلٌّ ظَليلٌ ،، رُبّما أنا جائِرُ
فَإنَّ مَديحاً في سُطورِ عنادلٍ
إلًيها ذَلولاً إذ جَلالُكَ قادِرُ
اسماعيل القريشي
الأربعاء ٢٠٢٠/١٢/٣٠