أسمه إبراهيم و كنيته أبو إسحق، وهو أخو علية بنت المهدى و أبن الخليفة العباسى المهدى. وقد عرف عنه أنه كان أديبا و شاعراً و راوية فطناً و خطيباً فصيحاً، لا يهمل شؤون دينه. ومان يغنى و يضع الأصوات للطرب لا للتكسب كغالبية المغنين.
ووضع إبراهيم ألحاناً عدة لم تذكر كلها لأنه كثيراً ما كان ينسب بعض أصواته إل بعض جواريه. وكان إبراهيم إل ذلك يتقن الضرب على الطبل و ينفخ بالزمر و الناى. ومن أخباره أن الخليفة المعتصم رأى إبراهيم ذات يوم وف يده باقة نرجس، فطلب إليه أن يقول شعراً ف ذلك و يلحنه و يغنيه لساعته. فأطرق إبراهيم لحظة، وكان معه قضيب طويل، فصار يرسم به خطوطاً عل التراب و هو يعمل قريحته، ثم أندفع يغنى :
ثلاث عيون من النرجسو أعتل إبراهيم يوماً حتى أشرف عل الهلاك، فنصحه بعضهم بحرق دفاتر الغناء و التوبة إلى الله تعالى، فصاح بهم : لنفرض إن احرقت دفاتر غنائى كلها فماذا أصنع بجاريتى " ريق " وهى تحفظ كل ما غنيته ؟؟؟ أحرقها ؟؟؟
على قائم أخضر أملس
يــذكرنى طيب ريــا الحبيب
فيمنعننى لـــذة المجلس
وكان الرشيد يحب أن يسمع غناء إبراهيم، فأتفق أن دخل عليه و كان عنده إبراهيم الموصل و أبن جامع، وكلاهما مغن مشهور له عند الرشيد مكانة مرموقة فطلب منه الرشيد أن يسمعه بعض ما عنده. فتناول إبراهيم العود وراح يوقع عليه و ين دون أن يلتفت إلى أحد أو يتهيب، وذلك بشعر جديد :
أسرى بخالدة الخيال و لا أرىفألتفت إبراهيم الموصل إلى ابن جامع و قال أسمعت ؟؟؟ و الله لو شاء ابن المهدى أن ينافسنا فى صناعتنا هذه للتكسب لما ترك لنا من نقتات به.
شيئاً ألذ من الخيال الطارق
أهواك فوق هو النفوس و لم يزل
مذ بنت قلبى كالجناح الخافق
طرباً إليك ولم تبالى حاجتى
ليس المكاذب كالخليل الصادق
وذات يوم غنى إبراهيم هذا الصوت لأبن عائشة فى حضرة الخليفة الأمين :
أقوت منازل بالهضاب من آل هند و الربابفأستحسنه الأمين، ومازال يستعيده حت أسدل الليل، ولما كان الغد جاء رسول الأمين إل دار إبراهيم و أبلغه إرادة الأمين بالشخوص إليه. ودخل إبراهيم على الأمين فغناه الصوت نفسه، فود الخليفة أن يطرح اللحن عل جارية له كان يتحظاها. و أنشأ إبراهيم يغنى و يعيد، و الجارية تصغى. ثم أمرها بالغناء ففعلت ولم تستطع أداء بعض المقاطع كما ينبغى، ولحظ الأمين ذلك فغضب وقال : و الله لألقينك فى دجلة إن لم تأخذى الصوت عن إبراهيم. حينئذ عول إبراهيم على أن يجعل الجارية تعيد الصوت كما حفظته مع الأخطاء، على إنه الصوت المطلوب، دون أن ينتبه الأمين لذلك. ولما غنته قال إبراهيم للأمين : لقد و الله أستقام اللحن يا أمير المؤمنين و أحسنت ف أدائه. فقرت عين الأمين و أمر للجارية بجائزة سنية.