إكسسوارات تصنعها فتيات عراقيات تلاقي اهتمام المشترين عبر الإنترنتمهما كانت اهتماماتك التي تستقطب البحث والمشاهدة والإعجاب في مواقع التواصل الاجتماعي حتما ستصادف ناظريك يوما ما صفحات مذيلة بـ"أعمال يدوية" تسوق لها وفي الأغلب ستكون يدا أنثوية.
في الآونة الأخيرة غزت الأعمال اليدوية هذه السوق الإلكترونية العراقية، وصارت تملك مساحتها فيه ولها زبائنها.
وتصف آلاء عادل التسويق الإلكتروني بالبازار المفتوح، وتقول للجزيرة نت إن السوق الإلكتروني أتاح لها التواصل مع أعداد كبيرة من الزبائن وبيع بضائعها التي تصنعها بيدها.
صناعة دقيقة
تمتاز الصناعات اليدوية بالدقة وتحمل تفاصيل كثيرة قد تعجز المكائن الضخمة عن تحقيقها، هذا ما تراه الشابة حنين التي تصنع حقائب يد نسائية وحاجيات أخرى تعتمد على الحياكة.وتقول للجزيرة نت إن كثيرا من السيدات اليوم يتجهن نحو المنتجات المصنوعة يدويا لمعرفتهن بكمية التفاصيل التي تحملها، وتتطلب عملية صناعة حاجة ما باليد جهدا كبيرا وتركيزا مضاعفا.
مردودات جيدة
تشترك روان مع اختيها الكبيرتين في مشروع لصناعة الإكسسوارات، وكن بدأن مشروعهن بدعم العائلة، وصار العمل يدر عليهن مردودا ماليا جيدا.
"أعتمد كليا على أرباح عملنا، فأنا طالبة جامعية ولي مصاريف كثيرة، لكن رفعت عن كاهلي والدي عبء المصروف وهو ما يشعرني بالاعتزاز" تقول روان.
وعلى الرغم من الميزات المادية التي قد توفرها الأعمال اليدوية فإن هناك من يتمسكن بهذه الحرفة كهواية، وهذا ما يربط حنين التي تصنع الحقائب والسلال من خيوط قطنية بهذه الصناعة، فهي مهندسة معمارية لها وظيفتها.
دورات تقيمها آلاء للمبتدئات بمختلف الأعمار
إقبال على الصنعة
مع هذا الرواج الذي تحققه منتجات الأعمال اليدوية تزايدت الرغبة لدى كثير من الفتيات بتعلم فنونها، فصارت المتمرسة في هذا المجال تعلم المبتدئة، فتقول آلاء عادل "بدأت منذ سنتين بإقامة دورات الرسم على الزجاج ثم الرسم على القماش لمختلف الأعمار بعد أن تلقيت طلبات عدة لإقامة دورة تعليمية، وكانت نتائج الدورات جيدة".
ولم يقتصر استغلال التكنولوجيا على تسويق المنتجات، فللتعليم نصيب فيه أيضا، حيث انتهجت حنين هذا الطريق من خلال إعلانها عن دورات إلكترونية، ترسل الدروس للراغبين في التعلم على شكل دفعات وتراقب مستوى تفاعلهم واستيعابهم لدروسها إلكترونيا أيضا.
غياب الفرص
تتجه أعداد كبيرة من الفتيات إلى هذه الأعمال لغياب الفرص الوظيفية في القطاعين الحكومي والخاص، ففي ظل ما يعيشه العراق من تخبط كبير في جميع قطاعاته تستقر مشكلة البطالة في خانة المشكلات المتفاقمة، وفي مجتمع تضيق فيه المساحات أمام النساء تقل فرصهن بدرجة أكبر مقارنة بالرجال.
وفي تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي عن الفجوة الجندرية لعام 2018 احتل العراق المرتبة الـ147 من أصل 149 دولة مشاركة في هذا التقرير الذي يعتمد على قياس مدى تكافؤ الفرص في قطاعات العمل والتعليم والصحة والتمثيل السياسي.
ويتذيل العراق المرتبة في قطاع العمل والمساهمة الاقتصادية بواقع 26.4% فقط، وهذه النسبة تمثل النساء اللاتي حصلن على فرصة عمل من قوى العمل الأنثوية المتاحة.
حنين تعتمد بصناعتها للحقائب والسلال على خيوط القطن
حقائق تعبر عن الصعوبة البالغة التي تواجهها الشابات، لكن كثيرا منهن اخترن أن يجدن الفرصة لأنفسهن ونجحن في ذلك.
وفي حديثها للجزيرة نت تقول الشابة دعاء -وهي حاصلة على بكالوريوس في آداب اللغة العربية– إنها لم تجد فرصة عمل في مجال اختصاصها، الأمر الذي اضطرها في النهاية للتوجه إلى صقل إحدى هواياتها، وهي صنع الإكسسوارات وباقات الزهور، وعمدت إلى مواقع التواصل للترويج لمنتوجاتها، وأشارت إلى ان إنتاجها يجد روجا جيدا.
"لا بقيمتها، بل بدلالاتها"
يقصد كثيرون هذه المنتجات لما تحمله من جماليات فائقة، والغرض المعتاد هو إهداؤها.
"لا بقيمتها بل بدلالاتها" يتفق أيمن الجميلي الذي اعتاد على شراء منتجات الأعمال اليدوية بجملته هذه مع المقولة الاجتماعية المأثورة عن الهدايا، ويقول للجزيرة نت "لا أستطيع أحيانا تحمل عبء الهدايا باهظة الثمن، ولا يوجد فيها ما أرغب أن أهديه لزوجتي أو والدتي، فهي جاهزة عادة، بينما يمكن التحكم في تفاصيل معينة بالهدية المصنوعة يدويا".
وتوفر المواد المصنوعة يدويا ميزة إضفاء لمسة خاصة، فهناك من يريد نقش اسم معين على المنتج أو حفر تاريخ يهمه.