في شهر أغسطس آب الماضي، شهدت العاصمة اللبنانية، بيروت، انفجارا هائلا في مينائها البحري، تسبب بقتل المئات وإصابة وتشريد الآلاف من سكان المدينة، ورُصدت اهتزازاته في دول أوروبية بعيدة، بل وطال تأثيره طبقات الغلاف الجوي، وفقا لبحث علمي حديث.
وبلغ الانفجار من القوة درجة أتاحت رصده في محطات تبعد نحو 500 كيلومتر عن بيروت، جراء ما تسبب به من اهتزازات عمّت المنطقة.
ويلفت البحث الذي أجراه باحثون من الهند واليابان إلى أن الاهتزازات وصلت أعلى طبقة في الغلاف الجوي، على نحو مشابه لكيفية تأثير بعض الكوارث الطبيعية عليه.
وقام الباحثون خلال عملهم بقياس ما تسبب به الانفجار من اضطرابات كهربائية في طبقة الغلاف الأيوني، المعروفة باسم الأيونوسفير، بشكل يشابه تأثير الانفجارات البركانية.
ووفقا للعالم في جامعة هوكايدو اليابانية، كوسوكي هيكي، فإن "الانفجار ولّد موجة سافرت في طبقة الأيونوسفير نحو الجنوب بسرعة تقارب 0.8 كيلومتر في الثانية".
ويقع الغلاف الأيوني على ارتفاع يقارب 50 كيلومترا من سطح الأرض ويشكل ما يشبه "سقف الكرة الأرضية"، ويمتد لمئات الكيلومترات حتى يصل حافة الفضاء الخارجي.
ولجأ الفريق خلال البحث لرصد حركة موجات المايكروويف التي يعتمد عليها نظام الملاحة الفضائية العالمي، يوم الانفجار، لتحديد مدى التأثير.
واعتمد العلماء على البيانات لحساب التغيرات في توزيع الإلكترونات ضمن الطبقة الجوية المرتفعة، والتي تساعد بالكشف عن أي موجات غير معتادة.
وكشفت مقارنة أجراها الباحثون عن أن تأثير انفجار بيروت على طبقة الأيونوسفير كان أكثر شدة إلى حد ما من التأثير الذي تسبب به انفجار بركان "آساما" في اليابان عام 2004.