ماذا عن تاريخ مدينة مندلي العريق ؟
اشار الكثير من المؤرخين في كتبهم وابحاثهم الى مدينة مندلي بأن بلدة مندلي عُرفت في التاريخ القديم وقد ورد أسمها في فتوح البلدان ومروج الذهب وغيرهما للتدليل على وجودها في عهد الفتح العربي الإسلامي.
ولعل وجودها موغل في التاريخ إذ أن إسمها القديم (( البندنيج )) ورد بالآشورية (( أردليكا )) حيث ذكرها بهذا الأسم المؤرخ اليوناني هيرودوتس وقال : ان فيها عيون نفط.
و يرجح الاديب والشاعر المندلاوي ضمد كاظم الزهيري ان إسمها الحالي (( مندلي )) يرجع تاريخه (( الى ماقبل القرن الثامن الهجري ( الرابع عشر الميلادي ) ، فقد ورد هكذا في كتاب ( الأنساب ) المعروف بـ ( صحاح الأخبار ) الذي توفي مؤلفه سنة( 885هـ 1480م).
وفي العصر الحديث اكد خبراء البعثة البريطانية التي زارت المدينة سنة 1966 الميلادية، أن تأريخ مدينة مندلي، يمتد الى ستة آلاف سنة قبل الميلاد ،و المدينة تضم العرب والكرد والتركمان كما كانت تحتضن اليهود والمسيح والصابئة الى وقت قريب .
وتقع مدينة مندلي الى الشرق من العراق و تبعد عن بغداد العاصمة ب 150 كيلومتر تقريبا ، وتبعد عن مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى ب 90 كم شرقا ، وهي أقرب مدينة الى العاصمة العراقية من الحدود الإيرانية
تحد المدينة من الشرق سلسلة جبال حمرين والحدود الإيرانية وجنوباً ناحية قزانية أما من الغرب فتحدها تخوم مدينة بلدروز وفي الشمال تحدها مدينة المقدادية.
توالت أقوام عديدة قبل الفتح العربي الإسلامي على حكم هذه المدينة ، أما في العهد الأسلامي فقد ذكر البلاذري أن الصحابي المعروف هاشم بن عتبة– قد فتحها صلحاً 37هـ ، وهكذا أسلم أهلها وصاروا تحت سلطة الدولة الإسلامية منذ عهود الخلافة الراشدة مروراً بالأموية والعباسية والمغولية والعثمانية والصفوية الى زمن ظهور الدولة العراقية الحديثة.
و عدت مندلي منذ الدولة العثمانية قضاءًا ( يتبعها ناحيتي بلدروز وقزانية) من أعمال ولاية بغداد ثم ألحقت بلواء (محافظة ) ديالى بعد تشكيل الحكومة العراقية عقب ثورة 30 حزيران 1920 .
ويسكن مدينة مندلي خليط من أبناء القوميات العربية والكوردية والتركمانية فضلا عن عدة عائلات من اصول ايرانية بحكم القرب الجغرافي وحالات المصاهرة بين عشائر كلا الجارتين على مر العصور.
وتوجد في مدينة مندلي الذي بلغ عدد سكانها عام 1957 حوالي خمسين ألف نسمة عدة أحياء اهمها واوسعها واكثرها كثافة سكانية هي قلعة جميل بيك (السوق الصغير) والسوق الكبير ، وقلعة بالي ، و قلم حاج ، و بوياقي ، و النقيًب وتحيط بالمدينة عشرات القرى والبساتين الغناء التي تحولت الى اراض جرداء نتيجة الحرب العراقية الايرانية واضطرار غالبية ابناءها الى الهجرة عنها بحثا عن وسائل الرزق واهمال الحكومات المتعاقبة وحتى الان في انتشال المدينة من الخراب الذي يسودها