دخلت إلى عيادتي سيدة في الأربعين من عمرها يسندها رجلان أحدهما ابنها والثاني زوجها.
كان منظرها بشعاً، إذ كانت الصدفية قد غطت جسمها وقد ثخن جلدها والسوائل القيحية تنضح من التشققات العديدة.
لما رأيتها بهذه الحالة، اعتذرت عن علاجها لأنها أصعب وأقوى حالة صدفية رأيتها بحياتي.
اخذوها وذهبوا وهم يتذمرون... قال زوجها: إن كان الأطباء قد عجزوا عن علاجها فكيف يستطيع هذا العشاب ذلك؟!
وبعد هذه الحادثة بنحو ثلاثة أشهر دخلت سيدة إلى عيادتي.. سلّمت عليَّ وكأنها تعرفني من قبل.. رددت السلام بأستغراب... فبادرتني قائلة: هل عرفتني يا دكتور؟
فاجبت بالنفي معتذراً من ضعف ذاكرتي.. قالت : أنا التي أتى بي زوجي وابني إليك عندما كنت أعاني من الصدفيه...
لم أصدق عيني، فبشرتها صافية ولا يوجد أي أثر للإصابة!
سألتها بفضول: كيف حدث هذا؟ ومن الذي عالجكِ؟
قالت: بعد أن اصابني اليأس من الشفاء، قالت لي إحدى صديقاتي : هناك شخص كسيح ، اخرس واطرش يعيش في القرية الفلانية... يقولون عنه بأنه يعالج الحالات المستعصية بإذن الله... اذهبي اليه عسى أن يجعل الله الشفاء على يديه.
سافرنا إلى تلك القرية ودخلنا مضيف ذلك الكسيح فوجدنا عدداً كبيراً من المرضى ينتظرون مجيء الرجل.. فجلسنا ننتظر معهم... وبعد قليل دخل شخصان يحملان رجلاً قزماً رجلاه ضامرتان، واجلساه على كرسيه في صدر القاعة، ثم جاء المترجم الذي يتفاهم معه باليدين والحركات.
بدأ المرضى يشرحون حالاتهم للمترجم وهو بدوره يوضح بالحركات ما بهم لذلك الرجل.. فيصف لهم العلاج بحركات يديه!
انتظرنا إلى أن جاء دوري،، حملوني أمامه لأني لم اكُ استطيع المشي، فما ان رآني حتى بدأ بتحريك يديه والمترجم قال: يقول الشيخ... عليكِ الالتزام بالعلاج الذي سيصفه لكِ الى أن يشفيك الله منه.. وهو أن تأتي بكبريت اصفر وتطحنيه ناعما ثم تمزجي مقدار ملعقة شاي منه مع نصف لتر حليب بقر طازج وتشربيه على ثلاث دفعات في اليوم... والله الشافي.
رجعنا إلى البيت وبدأت العلاج تماماً كما وصفه لي الشيخ... وها انا أمامك كما ترى... ف سبحان الذي يعطي الحكمة من يشاء
.