الفَقْرُ يَقْتُلُني وَيَمْلأُ كَاسِي
وَبَدَأْتُ أُشْهِرُ في الْوَرَى إِفْلاَسِي
لاَ الجَيْبُ يَعْمُرُ بِالنُّقُودِ وَلاَ يَدِي
فِيهَا فُلُوسٌ مِثْلَ كُلِّ النَّاسِ
الفُولُ أَكْلِي مَا حَيِيتُ وَإِنَّني
مُتَحَرِّقٌ شَوْقَاً إِلى القُلْقَاسِ
قَدْ كِدْتُ يَا قَوْمِي أَصِيحُ مُنَهِّقَاً
وَتخَلَّعَتْ مِن أَكْلِهِ أَضْرَاسِي
البَطْنُ خَالٍ كَالجُيُوبِ وَأَشْتَهِي
مَا في المَسَامِطِ مِنْ لحُومِ الرَّاسِ
وَإِذَا مَشَيْتُ رَأَيْتَني مُتَهَالِكَاً
وَأَكَادُ أَلفِظُ جَائِعَاً أَنْفَاسِي
وَأَمُرُّ بِالحَاتي فَأَهْتِفُ قَائِلاً
كَمْ ذَا يُكَابِدُ مُفْلِسٌ وَيُقَاسِي
وَيَظَلُّ يَنخَلِعُ الحِذَاءُ بمِشْيَتي
فَمَقَاسُ صَاحِبِهِ خِلاَفُ مَقَاسِي
لَوْ كَانَ هَذَا الفَقْرُ شَخْصَاً مِثْلَنَا
لَقَطَعْتُ مِنهُ رَأَسَهُ بِالفَـــاسِ