مساء الأثنين 15 مارس انتشر خبر على مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركة الفنانة روبي في السباق الرمضاني لعام 2021 من خلال فوازير لم يعلن عن اسمها حتى الآن، الأمر الذي أثار الفرحة والبهجة والحماس عند متابعين وجمهور الفنانة. فمن المعروف الشعبية التي تحظى بها بين الجمهور وبالأخص الشباب، فدائما هناك “ترند” يدور حولها وأخرهم استضافتها في حلقة رأس السنة مع إسعاد يونس في برنامج صاحبة السعادة بمشاركة ويجز. ومن نفس الحلقة الفيديو الشهير لها وهي ترقص على أنغام أغنية “باظت” مع ويجز، حقق هذا الفيديو مشاهدات عالية جدا على مواقع التواصل الإجتماعي كما تمت مشاركته مع الكثير من القلوب وحالة حب عامة لروبي. كذلك من المنتظر أن تطرح روبي قريبا ألبوم جديد تعود به للساحة الغنائية بعد انقطاع دام تقريبا 11 عام، يحمل عنوان “حتة تانية” صدرت منه أغنية واحدة حتى الآن وأيضا لاقى الألبوم والأغنية نفس التشجيع والترحيب والحب من الجمهور.



كسر الصورة النمطية للبطل يجعلك في مكانة مختلفة عند الجمهور

دائما ما ستجد من يصنف روبي على إنها “أوفر رايتد – overrated” والتي تعني بلغة السوشيال ميديا أنها تنال شهرة وحب أكثر مما تستحق هي و موهبتها الفنية، الحقيقة أنه لا جدال على موهبة روبي الفنية سواء في الغناء فهي صاحبة لون غنائي وأداء مختلف، أو في التمثيل وبالأخص أدوارها التراجيديا مثل دور رضا من مسلسل سجن النسا أو حتى مسلسل أهو دا اللي صار الذي حازا على إعجاب الجمهور فور عرضه عام 2019.

الحقيقة أن مكانة روبي المختلفة عند الجمهور ترجع في الأصل إلى تميزها، أو بمعنى أدق لـ “عاديتها” فهي “عادية” بشكل مبالغ فيه لتكون نجمة، فهي تجسد في الوسط الفني مفهوم “بطل مخالف للعرف- antihero” بشكل كبير. والذي يعني بأختصار أن يكون البطل حاملاً لكل عكس الصفات التي من المتعارف أن يحملها ومع ذلك ينجح في اداء مهامه ويكسب حب و تعاطف المتلقي (ومن أشهر نماذج البطل المخالف للعرف هو الدكتور رفعت اسماعيل من سلسلة\ مسلسل ما وراء الطبيعة)

فـ رجوعاً للتوقيت التي ظهرت في روبي واشتهرت لأول مرة بأغنية “انت عارفة ليه؟” في عام 2009 نجد أن الصورة النمطية عن الفنانات ما يمكن وصفها مجازا بـ “البلاستكية” فجميعهم تقريباً نفس الملامح الشقراء، ذوات الشعر الملون الطويل الناعم، طوال القامة، صاحبات الجسم المثير وأغلبهم بشكل كبير يشبه عروسة باربي الشهيرة. لتظهر روبي شابة صغيرة لا يمكنك تصنيفها أنها امرأة مكتملة النضوج مثل باقي النجمات ولا طفلة صغيرة، فهي شابة عشرينية جميلة، تحمل جمال من نوع جديد وخاص. وتكمن خصوصيته في أنه يشبه جمال كل بنت سمراء مصرية الملامح يمكنك أن تجدها بسهولة في كل شارع وفي محيط معارفك، هذا وبالإضافة إلى جرعة قليلة من الدلع -غير المصطنع بالطبع- والمزج بين جدعنة ولاد البلد والرقة أصبحت روبي متربعة على عرش قلب كثير من الشباب من تاريخ إصدار الفيديو كليب وحتى الآن، ولذلك أيضاً فهي يمكن توصيفها بالنجمة الشعبية.

هناك علاقة دائماً بين الفوازير والنجمات “النغشة”

“نَغش” هو فعل بالعربية الفصحى يعني أن يداعب أحد شخص أخر لـ يضايقه، أما في العامية المصرية عند وصف فتاة بأنها “نغشه” فهذا يعني أنها فتاة مرحة خفيفة الظل وتعبث مع الجميع وتداعبهم دون إسراف أو تعدي للحدود مع قدر من الدلال والانوثة. يمكن ببساطة وضع عباءة “النغاشة” على روبي وستناسبها تماماً، ومن قبلها ارتدى نفس العباءة قائمة طويلة من الفنانات منهم نيللي وشريهان وتصدرت القائمة سيدة الشاشة العربية سعاد حسني، فـ شخصية سعاد بكل دلعها ودلالها وخفة ظلها هي النغاشة بعينها. ومن الملاحظ أن كلاً منهم قدم أيضا فوازير ولاقت نجاحا كبيراً عند الجمهور نعرضها لك فيما يلي:



سعاد حسني بين “مين يفهم” و “هو وهي”

في عام 1972 قدمت سعاد فوازير رمضان بعنوان مين يفهم، وبها تقوم بعرض جزء من فيلم وفي النهاية تعرض صورة أحد أبطال الفيلم مقطعة لأجزاء لمدة ثواني، لم تنال تلك الفوازير نجاح مماثل لفوازير أخرى قدمتها نيللي أو شريهان. لتعود مرة أخرى – ولاخر مرة- سعاد بمسلسل هو وهي في عام 1985 بالإشتراك مع الفنان أحمد زكي في عشر حلقات عبارة عن قصص منفصلة تناقش كلاً منهم قضية من قضايا الرجل والمرأة والعلاقة بينهم، لاقى المسلسل نجاحاً كبيراً لم تتوقعه سعاد نفسها ولعل أشهر ما في هذا المسلسل وحتى الآن هو مقدمته الاستعراضية التي تجمع بين أحمد زكي وسعاد حسني.

نيللي، عشرون عام من الفوازير تربعت بهم على عرش الفوازير

بدأت نيللى مشوارها في الفوازير عام 1975 بمجموع 12 موسم قدمت منهم 7 مواسم حتى عام 1981 وانقطعت 9 أعوام لتعود مرة آخرى عام 1990 بخمسة مواسم أخرى حتى عام 1996. وبين “صورة وفزورة” و “زي النهاردة” تنوعت وتعددت أفكار أعمالها بالإضافة إلى التنوع في التقديم وبالأخص في الاستعراضات، وهو الأمر الذي جعلها تكتسب شهرة كبيرة وحب في قلوب الجماهير، فكانت فوازيرها بمثابة التحلية بعد صيام طويل شاق طويل.

ولعل أشهر فوازيرها بعنوان الخاطبة المقدم عام 1981 وهو عبارة عن تقديم واستعراض مهام وظيفية لرجل ما في كل حلقة من خلال عرض الخاطبة لمميزات كل مهنة يقوم الجمهور بناء عليه بتخمين الوظيفة و حل الفزورة. وكانت آخر فوازيرها بعنوان زي النهاردة وتقوم من خلال الاستعراضات تقديم وقائع وأحداث تاريخية ويحرز الجمهور ما هي.



خمسة مواسم من فوازير شيريهان

بدأت شريهان رحلتها في الفوازير عام 1985 بعنوان ألف ليلة وليلة عروس البحور واستمرت به 4 مواسم متتالية وانقطعت 6 سنوات لتعود مرة أخرى وأخيرة عام 1994 بـ فوازير حاجات ومحتاجات. الحقيقة أن المنافسة بين نيللي و شيريهان كانت قوية في تقديم أفضل ما لديهم في الفوازير من كتابة وتمثيل وغناء واستعراضات ليكون في الأخر الجمهور متلهف كل عام لرؤية ما سيقدمه كلا منهم لتسليته في رمضان.

فوازير أخرى علقت في أذهان الجمهور




1- فوازير عمو فؤاد: في قائمة طويل من المواسم قدم النجم الراحل فؤاد المهندس -حبيب الأطفال- مجموعة فوازير بعنوان عمو فؤاد التي استمرت تقريبا طول مدة الثمانينات. اشتهرت الفوازير لدرجة أنه كانت تضبط الساعات على الثالثة والنصف عصرا كل يوم على ميعاد تقديم الفوازير التي قدمت للأطفال قيم أخلاقية ورسائل هادفة من خلال الكوميديا والغناء، الأمر الذي اشتهرت به مدرسة فؤاد المهندس بشكل عام.

2- فوازير أبيض وأسود: من خلال مثلث الكوميديا محمد هنيدي، علاء ولي الدين وأشرف عبد الباقي قُدمت فوازير أبيض وأسود في موسمين في نفس العام، وهي عبارة عن إعادة أشهر أفلام السينما المصرية القديمة بطابع كوميدي وعلى المتفرج توقع معرفة اسم الفيلم.





شيماء العيسوي - أراجيك