منذ أيام الحضارات الفرعونيّة والرومانيّة واليونانيّة والإغريقيّة والفارسيّة ولهذا اليوم لا زالت الجيوش والعساكر تصطحب الكلاب المدّربة والمجنَّدة معها في سائر حروبها الشاملة والمحدودة ، وكانت لها مهام متنوعة منها نقل الرسائل أو حراسة المعسكرات الحربية أو حراسة بعض قادة الجيوش .
أما جيش الإمام مُحمَّد المهدي (عجّل الله فرجه) فسيستخدم سائر الحيوانات ويجنّد سائر سباع الأرض والطير - أي كُلّ ذي نابٍ يفترس به - فمن سباع الأرض : الأسد والنمر والفهد والتمساح والشيب والذئب والثعلب والكلب ، فضلاً عن الجن المتشكّل بهيئة الأفاعي والثعابين . ومن سباع الطير : النسر والصقر والشاهين والعقاب وغيرها .
عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
كَأَنِّي بِأَصْحَابِ الْقَائِمِ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) وَقَدْ أَحَاطُوا بِمَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ ، لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَهُوَ مُطِيعٌ لَهُمْ ، حَتَّى سِبَاعُ الْأَرْضِ وَسِبَاعُ الطَّيْرِ تَطْلُبُ رِضَاهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، حَتَّى تَفْخَرَ الْأَرْضُ عَلَى الْأَرْضِ وَتَقُولَ :
﴿مَرَّ بِي الْيَوْمَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ﴾ .
المصدر : (البحار : ج52، ص327، عن كتاب الإرشاد.)
ولقد سبق أن ساعدت وعاونت السباع الأئمة الماضين (عليهم السلام) كقصة أمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) مع الأسد وقصة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) مع الأسد :-
عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ (رَحِمَهُ اللَّهُ) قَالَ :
اسْتَدْعَى الرَّشِيدُ رَجُلًا يُبْطِلُ بِهِ أَمْرَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَيَقْطَعُهُ وَيُخْجِلُهُ فِي الْمَجْلِسِ ، فَانْتُدِبَ لَهُ رَجُلٌ مُعَزِّمٌ ، فَلَمَّا أُحْضِرَتِ الْمَائِدَةُ عَمِلَ نَامُوساً عَلَى الْخُبْزِ ، فَكَانَ كُلَّمَا رَامَ خَادِمُ أَبِي الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) تَنَاوُلَ رَغِيفٍ مِنَ الْخُبْزِ طَارَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَاسْتَفَزَّ هَارُونَ الْفَرَحُ وَالضَّحِكُ لِذَلِكَ ! فَلَمْ يَلْبَثْ أَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى أَسَدٍ مُصَوَّرٍ عَلَى بَعْضِ السُّتُورِ ، فَقَالَ لَهُ :
﴿يَا أَسَدَ اللَّهِ ، خُذْ عَدُوَّ اللَّهِ﴾ ، فَوَثَبَتْ تِلْكَ الصُّورَةُ كَأَعْظَمِ مَا يَكُونُ مِنَ السِّبَاعِ ! فَافْتَرَسَتْ ذَلِكَ الْمُعَزِّمَ فَخَرَّ هَارُونُ وَنُدَمَاؤُهُ عَلَى وُجُوهِهِمْ مَغْشِيّاً عَلَيْهِمْ وَطَارَتْ عُقُولُهُمْ خَوْفاً مِنْ هَوْلِ مَا رَأَوْهُ . فَلَمَّا أَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ بَعْدَ حِينٍ قَالَ هَارُونُ لِأَبِي الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَسْأَلُكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لَمَّا سَأَلْتَ الصُّورَةَ أَنْ تَرُدَّ الرَّجُلَ ؟! فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِنْ كَانَتْ عَصَا مُوسَى رَدَّتْ مَا ابْتَلَعَتْهُ مِنْ حِبَالِ الْقَوْمِ وَعِصِيِّهِمْ ، فَإِنَّ هَذِهِ الصُّورَةَ تَرُدُّ مَا ابْتَلَعَتْهُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ . فَكَانَ ذَلِكَ أَعْمَلَ الْأَشْيَاءِ فِي إِفَاقَةِ نَفْسِهِ .
المصدر :
أمالي الصدوق : ص148 .
البحار : ج48، ص41، عن عيون أخبار الرضا (ع) .