ما هي حالة التصاق الشفرين التي قد تصيب الإناث؟ ما هي أسبابها وأعراضها؟ وهل هي حالة عابرة أم خطيرة؟ معلومات هامة في هذا المقال.

سوف نعرفكم في هذا المقال على حالة التصاق الشفرين (Labial adhesion) أو اندماج الشفرين (Labial fusion) أو تراص الشفرين (Labial agglutination) وبعض المعلومات الهامة المتعلقة بها:
ما هي حالة التصاق الشفرين؟
التصاق الشفرين هي مشكلة طبية تنشأ عندما تلتصق أشفار المهبل ببعضها بطريقة غير طبيعية بدلًا من أن تظهر منفصلة عن بعضها كما هو معتاد، وهذا الالتصاق قد يحدث في الشفرين الصغيرين (Labia minora) أو الشفرين الكبيرين (Labia majora).
على الرغم من أن التصاق الشفرين لا يتسبب غالبًا بظهور أية أعراض على المصابة، إلا أنه قد يتسبب أحيانًا بظهور بعض الأعراض، لا سيما وأن الالتصاقات الحاصلة قد تؤدي لحصول انسداد كلي أو جزئي لفتحة المهبل ولفتحة مجرى البول، وفي حال ظهور الأعراض قد تحتاج المريضة للخضوع للعلاج.
سبب هذه الحالة لا يزال غير واضح للعلماء، ولكن يعتقد أن تدني مستويات الأستروجين في جسم الأنثى قد يلعب دورًا في نشأتها، ولهذا السبب تحديدًا تعد حالة التصاق الشفرين أكثر شيوعًا بين الرضيعات والفتيات الصغيرات، لا سيما اللواتي تتراوح أعمارهن بين 3 أشهر و6 سنوات، ومن الممكن أن تصيب هذه الحالة الإناث الأكبر سنًا.
لا تعد حالة التصاق الشفرين مشكلة طبية مثيرة للقلق في غالبية الحالات، فهي حالة شائعة لا تتسبب غالبًا في أية مضاعفات صحية، كما أنها قد لا تستدعي الخضوع لأي علاج.
أسباب التصاق الشفرين
على الرغم من أن السبب الدقيق لالتصاق الشفرين لا يزال غير معروف حتى اللحظة، إلا أنه يعتقد أن هذه العوامل قد تلعب دورًا في نشأة وظهور هذه الحالة:
1. نقص الأستروجين
قد يكون تدني مستويات الأستروجين في الجسم لدى الأنثى هو سبب التصاق الشفرين، ولعل هذا ما يفسر شيوع هذه الظاهرة بشكل خاص في الفئات الاتية: الرضيعات والفتيات الصغيرات قبل سن البلوغ، والنساء اللواتي أنجبن للتو، والنساء اللواتي بلغن سن انقطاع الطمث.

لذا من الممكن للفتيات الصغيرات المصابات بالتصاق الشفرين أن يتعافين بشكل تلقائي مع بلوغ سن المراهقة بسبب تأثير الأستروجين المستجد في أجسامهن خلال هذه المرحلة العمرية، حيث يؤثر الأستروجين على خلايا المنطقة الحساسة لديهن.
2. تهيج المنطقة الحساسة
قد تتسبب بعض العوامل بحصول تهيج أو التهاب في الأعضاء الخارجية للمنطقة التناسلية، مما قد يؤدي لالتصاق الشفرين، وهذه العوامل تشمل الاتي:
  • إهمال تنظيف المنطقة لا سيما من البول أو البراز.
  • غسل وتنظيف المنطقة بصابون معطر.
  • الإصابة ببعض المشكلات الصحية، مثل: الديدان الدبوسية (Pinworms)، والتهاب الجلد التأتبي (Atopic dermatiti)، والتهاب الفرج (Vulvitis).
  • التعرض لحادثة ما في المنطقة الحساسة أو التعرض للاعتداء الجنسي.

أعراض التصاق الشفرين
قد تظهر الحالة على هيئة التصاقات مرئية بين الأشفار، وهذه الالتصاقات قد تبدأ من الجهة الخلفية للمنطقة الحساسة لتمتد تدريجيًا وصولًا للبظر.
هذه أبرز الصفات التي قد تتسم بها المنطقة الحساسة المصابة بالتصاق الشفرين:
  1. مظهر عام مسطح ونقص مرونة الجلد.
  2. تقلص حجم الشفرين الصغيرين أو اختفاؤهما.
  3. اختفاء قلنسوة البظر (Clitoral hood).
  4. ظهور الاتي في بعض الحالات: كتل، وتقرحات، وتغير لون المنطقة إلى الأحمر أو الأبيض.

غالبًا لا تتسبب هذه الحالة بظهور أية أعراض، ولكن إن حدث وظهرت أعراض على المصابة، فهذه أبرز الأعراض المتوقعة:
  • الشعور بألم في منطقة المهبل، لا سيما عند تعرض المنطقة الحساسة لنوع من الضغط كما في حالة ركوب الدراجة.
  • الإصابة بالتهابات المسالك البولية بشكل متكرر.
  • صعوبة التبول أو خروج البول بكميات صغيرة أو على شكل رذاذ عند محاولة التبول.
  • تسرب البول وتجمعه في المهبل في بعض الحالات، وخروجه من المهبل عند الوقوف بعد الانتهاء من التبول.
  • أعراض قد تظهر على النساء البالغات المصابات بالتصاق الشفرين، مثل: الحكة، وصعوبة ممارسة العلاقة الحميمة أو الشعور بألم أثناء ممارستها.

تشخيص التصاق الشفرين
يتم تشخيص هذه الحالة من خلال اتباع الطبيب لهذه الإجراءات:
  • فحص جسدي، يتم من خلاله تفحص المنطقة الحساسة عن كثب، كما قد يتحرى الطبيب وجود مشكلات أخرى محتملة في المنطة الحساسة، مثل مشكلة البكارة الرتقاء (Imperforate hymen).
  • فحوصات وتحاليل أخرى، مثل: فحوصات البول، وتصوير المثانة والإحليل أثناء التبول (Voiding cystourethrogram).

علاج التصاق الشفرين
غالبًا ما تشفى الالتصاقات الحاصلة ذاتيًا مع وصول الفتاة المصابة لسن البلوغ، ولكن وفي حال استدعى الأمر الخضوع لعلاج، لا سيما إذا ما كانت الالتصاقات حادة أو إذا ما كانت تسبب بعض المشكلات للفتاة مثل صعوبة التبول، فهذه بعض الخيارات العلاجية التي قد يقترحها الطبيب:
  1. مراهم الأستروجين: ويتم تطبيقها موضعيًا على المنطقة 1-2 مرة يوميًا لفترة زمنية قد تتراوح بين 2-8 أسابيع متتالية.
  2. العملية الجراحية: ولكن لا يتم اللجوء لهذا النوع من الحلول الطبية إلا بعد استنفاد الحلول الأخرى.