ما هي الثعلبة البقعية؟ ما هي أسبابها والمؤشرات الدالة على الإصابة بها؟ وهل أنت عرضة للإصابة؟ معلومات وتفاصيل هامة نطرحها في هذا المقال.

سوف نعرفك في ما يأتي على حالة الثعلبة البقعية (Alopecia areata) وبعض المعلومات الهامة المتعلقة بها:
ما هي الثعلبة البقعية؟
الثعلبة البقعية هي نوع شائع من الأنواع غير الندبية لحالة الثعلبة (Alopecia)، والتي ورغم أنها تسبب تساقط الشعر إلا أنها لا تتسبب في تدمير بصيلات الشعر على عكس الأنواع الندبية من الثعلبة، أي أن الشعر لدى المصاب قد يعاود النمو بعد فترة.
تتسبب الثعلبة البقعية بتساقط الشعر من مناطق معينة على الفروة لتظهر هذه المناطق فارغة من الشعر، وغالبًا ما تتخذ شكل بقع دائرية صغيرة خالية من الشعر.
غالبًا ما تصيب الثعلبة البقعية فروة الرأس مسببة تساقطًا جزئيًا للشعر فقط، ولكن من المحتمل في بعض الحالات أن تنشأ أنواع نادرة أخرى من الثعلبة البقعية، تأثيرها مختلف قليلا عن التأثير المذكور انفًا، كما يأتي:
  • الثعلبة الشاملة من نوع (Alopecia Totalis): تسبب فقدان شعر الرأس بشكل كامل.
  • الثعلبة الشاملة من نوع (Alopecia Universalis): تسبب تساقط شعر الجسم بشكل كامل.

يحصل تساقط الشعر في الثعلبة البقعية على مدى عدة أسابيع، ولكن غالبًا ما يعاود الشعر النمو من جديد في المناطق التي تساقط منها بعد عدة أشهر من الإصابة مع إمكانية تساقطه مجددًا بعد ذلك، إذ قد تتسبب الثعلبة البقعية بدخول الشعر في مراحل عشوائية من التساقط ومعاودة النمو، وهذه المراحل قد ترافق المريض لعدة سنوات.
لا تعد الثعلبة البقعية مشكلة طبية خطيرة، ولكن من الممكن لهذه الحالة أن تؤثر سلبًا على نفسية المريض لما قد تسببه له من تغييرات ملحوظة في مظهره.
أسباب الثعلبة البقعية
السبب الرئيس للثعلبة البقعية هو غالبًا خلل في جهاز المناعة، لذا يعتقد أن الثعلبة البقعية هي من أمراض المناعة الذاتية، إذ لوحظ في بعض الحالات أن الجهاز المناعي يقوم بمهاجمة بصيلات الشعر لدى المصاب لأسباب غير معروفة، مما يخل بقدرة الشعرة على التكون والنمو بشكل طبيعي.
وهذه بعض العوامل الأخرى التي يعتقد أنها قد ترفع من فرص الإصابة:
  1. الإصابة بإحدى أمراض المناعة الذاتية، مثل: أمراض الغدة الدرقية، والذئبة، والبهاق، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
  2. الوراثة، إذ لوحظ في بعض الحالات أن الثعلبة البقعية قد تنشأ لدى أفراد ينتمون لعائلات سبق وأصيب بعض أفرادها بالثعلبة البقعية.
  3. الإصابة ببعض المشكلات الصحية المتعلقة بالكروموسومات، مثل متلازمة داون.
  4. تناول بعض أنواع الأدوية.

في بعض الحالات قد يعاود تساقط الشعر المرتبط بالثعلبة البقعية الحدوث مجددًا بتحفيز من عوامل معينة، مثل: التغيرات الهرمونية، والالتهابات الفيروسية، وبعض الظروف النفسية السيئة.

كما يجب التنويه إلى أن الثعلبة البقعية غالبًا ما تبدأ في مرحلة الطفولة أو قد تصيب البالغين قبل بلوغ عمر 40 عامًا.
أعراض الثعلبة البقعية
غالبًا ما تتسبب الثعلبة البقعية بعرض رئيس هو تساقط شعر يحصل في في مناطق معينة من فروة الرأس وهذه أبرز مميزاته:
  • ظهور بقع خالية من الشعر دائرية أو بيضاوية الشكل، وقد يخلف تساقط الشعر في الفروة أحيانًا مناطق جلدية خالية من الشعر على شكل شريط.
  • اتساع مساحة البقع الخالية من الشعر تدريجيًا.
  • حدوث التساقط بشكل مفاجئ.
  • تساقط شعر بقعي أو كامل من مناطق مختلفة من الجسم، مثل: اللحية، والرموش، والحاجبين في بعض الأحيان.

وفي بعض الحالات قد تتم ملاحظة ظهور أعراض أخرى على الشخص المصاب، مثل:
  • تساقط كامل شعر الرأس.
  • مشكلات في الأظافر، مثل: احمرار الأظافر، وضعفها.
  • ظهور شعر أبيض أو رمادي اللون في المناطق التي حصل فيها التساقط.
  • معاودة الشعر للنمو في البقع الفارغة، وبدء تساقطه من مناطق أخرى.
  • معاودة حصول التساقط بشكل خاص خلال الفترات الباردة من العام.

لا تترافق الثعلبة البقعية عادة ما ظهور أية أعراض أخرى على المنطقة الجلدية المتأثرة عدا تساقط الشعر، فعلى سبيل المثال من غير المتوقع أن يلاحظ المريض ظهور أعراض مثل: الاحمرار، والتندب، والطفح الجلدي، والألم.
تشخيص الثعلبة البقعية
يتم تشخيص هذه الحالة من خلال اللجوء لطبيب الجلد، حيث يقوم الطبيب بالاتي للتوصل للتشخيص الصحيح:
  1. شد الشعر بلطف في المناطق المحيطة بالبقع الفارغة من الشعر، لتحري ما إذا كانت الشعرة تخرج من منبتها بسهولة.
  2. فحص المناطق الفارغة من الشعر عن كثب.
  3. فحص البصيلات والشعر للبحث عن أي خلل في بنية الشعرة أو البصيلة.
  4. إجراءات أخرى، مثل: فحص الأظافر، وسؤال المريض عن الأعراض التي ظهرت لديه، وأخذ خزعة جلدية من المنطقة المصابة.

كما قد يطلب الطبيب فحوصات أخرى لتحري إصابة المريض بأية مشكلات صحية ربما سببت الثعلبة البقعية، مثل: فحوصات الغدة الدرقية، والهرمونات.
علاج الثعلبة البقعية
هذه بعض الحلول العلاجية التي قد تساعد على تسريع نمو الشعر في المناطق الفارغة أو إيقاف التساقط الحاصل:
  1. بعض الأدوية الموضعية، مثل دواء المينوكسيديل (Minoxidil).
  2. أدوية المعالجة المناعية، وهذه يتم تطبيقها موضعيًا مرة واحدة أسبوعيًا.
  3. الستيريودات القشرية (Corticosteroid)، والتي قد تكون على شكل حقن أو دهون موضعي.

يجب التنويه إلى أن الشعر قد يعاود النمو مجددًا بعد فترة، لذا قد لا يستدعي الأمر الخضوع لأي علاج، كما أن الخضوع للعلاجات المذكورة لا يعني بالضرورة أن الشعر لن يعاود التساقط مرة أخرى.