تمكنت مصالح الشرطة القضائية لأمن عنابة، أمس، من توقيف أفراد شبكة وطنية مختصة في سرقة وتهريب السيارات من نوع ''رونو سامبول'' نحو مدينة بريكة بولاية باتنة، أين يتم تفكيكها وإعادة طرحها للبيع في شكل قطع غيار على مستوى الأسواق الموازية بمدينتي بريكة وعين امليلة.وكشف مصدر أمني، أن نشاط هذه الشبكة التي كان أفرادها محل بحث وتحريات معمقة، لها امتداد ونشاط إجرامي نحو دول الساحل، وبالتحديد بدولة النيجر، حيث سبق للشرطة الدولية ''أنتربول'' منذ أشهر، أن وجهت مذكرة دولية إلى مصالح الأمن الوطني، وبالتحديد بالمديرية الولائية لأمن عنابة، تستفسر عن هوية صاحب سيارة من نوع ''رونو سامبول''، تم حجزها من طرف أفراد الشرطة الدولية ''أنتربول''، في عملية توقيف ضخمة لشبكة دولية مختصة في سرقة وتهريب السيارات من الجزائر وتحديدا من ولاية عنابة نحو دولة النيجر. وحسب مصدر أمني، فإن توقيف أفراد الشبكة الوطنية، تمّ إثر معلومات وردت إلى مصلحة الشرطة القضائية مفادها تعرض سيارتين من نوع ''رونو سامبول''، عشية قدوم الوزير الأول عبد المالك سلال في زيارة عمل لولاية عنابة، نهاية الأسبوع الماضي إلى السرقة من داخل موقف لركن السيارات بوسط المدينة، باستخدام تقنيات حديثة تعتمد على استعمال جهاز يدوي مهرب من الخارج، يقوم بالولوج إلى جميع المعلومات المخزنة في ذاكرة السيارة من أجل مساعدة أفراد الشبكة على فتحها وتشغيل المحرك بطريقة سهلة لا تتعدى مدتها الزمنية ''الدقيقتين''. وأضافت المصادر، أنه فور تلقي مصالح الشرطة القضائية لبلاغ سرقة السيارتين، قامت بوضع حزام أمني عبر مختلف نقاط المراقبة داخل وخارج المدينة، ما مكن في حدود الخامسة والنصف صباحا، إثر مطاردة من توقيف 3 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 23 و35 سنة على متن السيارتين المسروقتين بالقرب من الحاجز الأمني بمنطقة عين خروف في بلدية البوني. وقد لقي أفراد الشرطة مقاومة كبيرة من طرف الموقوفين، الذين أشهروا خناجر للاعتداء على أعوان الشرطة من أجل الفرار، مما استدعى استخدام القوة لتوقيف هؤلاء المجرمين وإحالتهم على التحقيق الأمني، الذي أفضى إلى تحديد هوية عناصر آخرين من أفراد الشبكة يقيمون جميعا خارج ولاية عنابة، وتحديدا بولايتي فالمة والطارف، أين تم استصدار أوامر قضائية بالقبض والتفتيش لمنازلهم، أسفر عن حجز أسلحة بيضاء والجهاز الإلكتروني المستخدم في تشغيل محرك السيارات ومجموعة من مفاتيح السيارات المسروقة. علما أن مصالح أمن عنابة فككت منذ حوالي 3 أشهر أكبر شبكة جهوية لسرقة وتفكيك السيارات، تم خلالها استرجاع 18 سيارة مسروقة من مرآب بمدينة بريكة وشاحنة مملوءة بعشرات القناطير من قطع الغيار، بيّنت التحريات بأن لها علاقة بالشبكة الدولية المبحوث عنها محليا ودوليا من طرف ''الأنتربول''.