محتويات
- ما هي الأسباب التي تجعل الخدم يتحملون الغربة
- الاحتياجات المادية
- توفير تكلفة العلاج
- توفير مصاريف الزواج
- تأثير الغربة على الخدم
- كيف تدعم الأسرة المتكفلة بالخادم لتقبل الغربة
- الخدم في الإسلام
- حقوق الخدم في الإسلام
ما هي الأسباب التي تجعل الخدم يتحملون الغربة
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل المرء يسعى بكل الطرق من أجل إيجاد فرص عمل مناسبة لظروف معيشته . و على ذلك الأساس قد نجد أن أغلب الناس الذين يسعون إلى العمل الجاد قد يتركون أهلهم و أوطانهم من أجل توفير متطلبات الحياة لأهلهم و أولادهم .
حيث قالت بعض الخادمات أنهم قد يأتين من بلاد بعيدة ، و هن يعانين بالكثير من الاكتئاب و ذلك لبعدهن عن الأهل و الأولاد و البيئة المألوفة لهن ،
و ذلك على غير رغبتهن و بدافع الإحتياجات المادية ، و من الممكن أن تتطور حالة الأكتئاب التي قد يعاني منها الخدم ، و ذلك إذا واجهت عدد من الأساءات و الأهمال و سوء المعاملة .
الاحتياجات المادية
قد تحتاج بعض الأسر إلى المساعدة المادية من قبل الأب أو الأم ، و بالفعل فإن هناك بعض الأسر التي تحتاج إلى الدعم المادي خصوصا إذا كان أحد الأبوين متوفين . لذلك قد يعمل الآخر على التضحية و تحمل الغربة من أجل تلبية أحتياجات الأطفال .
توفير تكلفة العلاج
هناك بعض الأسر التي يعاني فيها أحد أفرادها بالأمراض التي تحتاج إلى تكاليف و مصاريف للعلاج المطلوب ، و مما قد يجعل الأبوين في حاجة إلى أن مضاعفة العمل و تحمل المشقة و الغربة من أجل تحمل تكاليف العلاج .
توفير مصاريف الزواج
و هناك العديد من النساء الذين يسعين إلى تحمل مصاريف زواجهن بالكامل لأسباب عديدة ، مما يجعلهن يتقبلون فكرة الغربة بعيدا عن أهلهن ، من أجل توفير مصاريفها .
تأثير الغربة على الخدم
في حقيقة الأمر ، لم يلجأ الناس للخدم ، إلا في المساعدة المنزلية المختلفة ، حيث أنه يكون من الصعب تقبل الوضع الجديد على الخدمة في بلد غريبة بعيدا عن الأهل و الأبناء .
فسوف يؤثر ذلك بالطبع على حياة الخادم أو الخادمة . فإما أن يستسلم للوضع الجديد أو يسعى إلى الهروب من الواقع المحيط به ، خصوصا و إذا كانت الأسرة المتكفلة به لا تساعده إطلاقا على التكيف .
و من سوء الحظ أن أغلب البيوت تفضل التعامل مع النساء دونا عن الرجال في الخدمة ، و بالطبع سوف يكون تقبل فكرة الغربة و البعد عن الأهل و الأحباب من أجل الخدمة قد تكون أصعب بالنسبة للنساء عن الرجال . و لكن في الواقع مع تقبل فكرة البقاء في الغربة ، قد يلازمها بعض التأثيرات و منها
الإصابة بالأكتئاب
مع التفكير المستمر في الأهل و الأقارب و خصوصا إذا كانت لدى الخادم أولاد ، فإن مع التفكير المستمر و محاولة التأقلم و التعود على الوضع الجديد ، قد تصاب بالأكتئاب الذي يزيد مع الوقت . لذلك لابد للأسرة التي تتكفل بالخادم أو الخادمة أن تتفهم ذلك و تحاول أن تخفف من ذلك الثقل و التفكير المستمر .
محاولات الإنتحار بين الخدم
هناك عدد من محاولات الإنتحار التي قد تم أثباتها في الفترة الأخيرة ، و قد تم أثبات أن النسبة الأكبر كانت بين السيدات دونا عن الرجال . و ذلك لتقبلهن فكرة الغربة بعيدا عن أبنائهن و عائلاتهن ، مما قد يؤثر على تفكيرهن أنهن قد يقضوا بقية حياتهن بعيدا عن أولادهن .
كيف تدعم الأسرة المتكفلة بالخادم لتقبل الغربة
لابد للأسرة المُعيلة بالرفق بالخدم ، و ذلك بمساعدته لتخطي فترة تقبل الغربة بعيدا عن أهله و أقاربه ، و من خلال ذلك أيضا
- العمل على أحساسه بأنه فرد من الأسرة الجديدة و ذلك يعتبر من حسن التعامل مع الخدم ، الذي أمرنا الله به
- عدم تكلفته بطلبات تفوق قدرته .
- محاولة تذكيره دائما بأنه لابد من التضحية من أجل أبنائه أو أهله لتحمل مصاريف المعيشة .
الخدم في الإسلام
لابد و أن نتبع خطى الرسول صلى الله عليه و سلم ، في التعامل مع البشر ، فهناك بعض الناس من يتعامل مع الخدم على أنهم ليسوا ببشر . فيقللون من شأنهم و لا يتقون الله في معاملتهم . فقد عمل على إحترام الخدم .
و محاولة عدم الإساءة لأيٍّ منهم ، حيث قد ساوى رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بين الخادم و الأخ، فقال: (إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ) .
و إن الله -عزّ وجل- من الممكن أن يبتلي الأنسان بما هو عليه، فقد يجعل الخادم خادماً ، و السيّد سيّداً ، و من الممكن أن تنعكس الأمور ، فيصبح الخادم سيّداً ، و السيّد خادماً، فهو أمرٌ لا يملكه الإنسان ، و من الممكن أن يصبح ذلك في ثانية .
و على ذلك فإن هناك عدد من الضوابط التي لابد من أن يتبعها المالك للخادم كأخاه ، فيعمل على إطعامه ، و إلباسه ، و لابد من أن لا يُكلّفه بما لا يستطيع، من الممكن أن يساعده أيضا في معيشته ،
و قد حرم الدين الإسلامي من ضرب الخادم لذلك قد جعل له كفارة و هي عتقه ، و على سبيل المثال فقد ضرب أبو مسعود الأنصاري خادماً عنده ، و كان رسول الله يقف خلفه مباشرة يُرشده بأن الله -سبحانه و تعالى هو أقدر عليه من خادمه
فخاف أبو مسعود من فعلته و سعى على عتق خادمه لوجه الله تعالى ، فبيّن له رسول الله أنّه لو لم يُعتِقه لمسّته النار، و و قد أتبع رسول الله هذا المنهج مع كل من يحاول أن يضرب خادماً له، و قد جُعلت الكفّارة عتقه و تركه نهائيا ، و هي تعتبر كفارة و خسارة كبيرة بالنسبة للمالك .
حقوق الخدم في الإسلام
لم ينسى الدين الإسلامي الخدم ، و ذلك لوجود العديد من الأسر التي تتعامل مع الخدم على أنهم ليسوا بشر ، ناهيك عن تلقيبهم بالألفاظ الغير لائقة لهم ،
و أنه بالطبع فإن هناك الكثير من الحقوق للخدم في الإسلام ، حيث حث ديننا الإسلامي على إتباع خطى نبينا محمد عليه السلام و فيما يلي :
- الإسراع في دفع أجرتهم : لابد و أن تراعي الخادم في أن تدفع له أجره دون تأخير و مع مراعاة أن يكون على قدر الخدمة ، حتى يمكنه من أن يُكفّي حاجاته ،حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (أعْطُوا الأجيرَ أجرَهُ، قبلَ أنْ يجفَّ عرقَه).
- المعاملة الحسنة معه : لابد من التعامل معه بصورة طيبة ، أو الدعاء له ، حيث أن معاملتهم بصورة سليمة قد تؤدي إلى الإخلاص في العمل
- تخصيص وقتٍ للراحة له : لأن الحرمان من الراحة قد يؤدّي إلى تفريغ طاقته ، و هلاك جسده بسرعة .
- لابد من توفير الطعام و الشراب : حيث أنه بشر محتاج إلى الطعام و الشراب لكي يقوم بأعماله على أكمل وجه .
- تجنب الخلوة سواء للذكر أو الأنثى : حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَخلوَنَّ أحدُكُم بامرأةٍ؛ فإنَّ الشَّيطانَ ثالِثُهُما)