تبختري يا عروسَ العُرْب والعَجَمِ
وأغدِقِي يا قوافي صيّبَ الدِّيَمِ
نورٌ أطلّ على الظلماءِ مُنْبَلِجَاً
فَرَاحَ يَمْحُو سُدُولَ الجَهْلِ والظلمِ
وردته أقبس الأنوار ملتمسا
بكر الفرائد من منظومة القيمِ
وصغتُ في مدحه الألفاظ فارتسمتْ
مكسوةً بخصال الخلق والشيمِ
فإن أجدت فقد أرضيت قافيتي
وإن عجزت فما قصّرت في كلمي
أرى الذين بحرف الشعر قد مدحوا
تخلدوا بسطور الدهر في القِدَمِ
في مدح خير البرايا هامتي شمخت
وأحرفي أصبحت تنهلُّ كالدًيمِ
إذا تحدّثَ صاغ الدّرَّ منتظماً
والطّيبُ منتشرٌ بالسهلِ والعلَمِ
يا خير من خطت الدّنيا جوامعَه
وجاء في مدحه آيٌّ من الكلمِ
كانت لغير مليك الكون سجدتنا
نحني الجباه الى الأوثان والصنمِ
واربعٌ من عقود الدهر داميةٌ
لناقةٍ عدها الاقوام في البهمِ
فجئتنا طامسا ما كان من رجس
تقضي بشرعتك اليمنى على الصّنمِ
وانزاح من أُفْق هذا الكون غيهبه
وأشرق الكون بالأنوار والقيمِ
فجئتَ مكتملاً بالخير متسماً
بأجملِ الخَلْقِ والأخلاق والشيمِ
بحكمةٍ أصبحت للناس أمثلةً
تروى على ألسن الأقوامِ والأممِ
والجود فيك سحاب طيّبٌ شبمٌ
يشفي القلوب من اللأواءِ والسَّقَم
يا خيرَ من خلقَ المولى ورحمتَه
يا سيّدَ الحرفِ والأخلاق والكرمِ
الوحي نُطْقُكَ يَشْفِي أُمَّةً وَهَنَت
خَارَت قُوَاها مِنَ الْأدْوَاءِ والْأَلَمِ
غدوتَ في سيرةٍ فيحاء زاكيةٍ
طغراءَ تبعث نفحَ الروح في الرمم
"احيا بك الله أرواحاً قد اندثرت"
فكنت أفضل مبعوث لدى الأممِ
أسرى بك الله نحو الأفقِ مرتقيا
والقدس مزهوّةٌ بالسيدِ العلَمِ
كل المحاسن في أخلاقك اتصفت
فضوعت مسكها في الزهر والأكمِ
عذرا نبي الهدى ان قصرت لغتي"
فأحرفي قد رماها الدهر بالهرمِ
عذراً فإنّ بياني عاجزٌ أبداً
عن الوصولِ إلى منظومةِ القيمِ
المقداد الحسن