وأسألُ نفسي لماذا أحبُّكْ إذا كنتِ شيئًا بعيدَ المنالْ
لماذا أحبُّك في كلِّ حالْ
لماذا أُحبك أنهارَ شَوقٍ
وواحاتِ عِشقٍ
نَمَتْ في عُروقي وأضحَتْ ظِلالْ
وأسألُ نَفسي كثيرًا . كثيرًا
وحينَ أجَبتُ
وَجدتُ الإجابةَ نَفسَ السؤالْ
لِماذا أُحبُّكْ ؟
لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه
إن يَغفر القلبَ جرحي من يداويه
قلبي وعيناكِ والأيام بينهما
دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه
إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه
كل الذي مات فينا كيف نحييه
جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا
واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه
والكمدُ أضناني من كحيلةِ العينِ
زانها القدُّ جميلةُ الطرفِ والبينِ
أهديتُها شِعرًا، فقالتْ: سَرَّني!
لكنْ أرِيدُ قِلادَةً وسِوَارا
فضحِكتُ من حظِّي! وقلتُ: لعلها
أُمِّيَّةٌ، لا تقرأُ الأشعَارا
وإني أشكو بثَّ الشوقِ إليكِ والسَّدَما
فهلا أسعدتِ فؤاداً سُكنى لكِ و متيَّما
يا طارق الباب رفقا حين تطرقه
فإنه لم يعد في الدار أصحاب
تفرقوا في دروب الأرض وانتثروا
كأنه لم يكن أنس وأحباب
أُصَارع الـهَمّ والآلام مُبْتسماً
فبسْمة الحُزنِ رغْم الآهِ تَنتصرُ
ولي فُـؤادٌ عَلى ما باتَ يؤلمهُ
كأنّه الـمَوتُ لا يُـبقي ولا يذرُ
كبَحر نارٍ دمِي يَـغلي بـدَاخلهِ
يفيضُ بالـصّبرِ بُركاناً وينْفجرُ
تـثورُ مِن قَـسوةِ الايّامِ هـمّتهُ
حتّى يذوبَ بهِ همّي ويَنصهرُ
عتبي عليكَ وكم تغيبُ وأعتبُ
وتطيلُ بعدكَ يا قريبُ وأعجبُ
كم أدعي أني سلوتك عامداً
وأقول أني نسيتُ واكذبُ
أنا لا أبالي بالأنامِ مللتَهم
حسبي بأنكَ مُقلتايَ وأقربُ
وجهي على جدرانِ هجركَ شاحبٌ
والقلبُ من جمرِ الجوى يتقلبُ
صعبٌ عليّ الليلُ دونَكَ والنوى..
والعمرُ بعدكَ دونَ وجهكَ أصعبُ !
شوقي لهيبٌ لا ينامُ.. وصبوتي
نارٌ.. ودمعي عندَ بابكَ سيّبُ
فٱشهدْ أيا جرحَ الغروبِ بأنني
طيفٌ يذوبُ.. وخافقٌ يتعذّبُ
لا الوقتُ يرحمني ولا سيف النوى !
فمتى إليكَ من المواجع أهربُ ؟!