أعاتبُ طيفهُ إن لم يزُرّني
لعلَ الطيفَ أوعى للعتابِ
ألا يا طيفهُ .. أبلغهُ عنِي
بأن الشوقَ أفقدنِي الصوابِ
...
أعاتبُ طيفهُ إن لم يزُرّني
لعلَ الطيفَ أوعى للعتابِ
ألا يا طيفهُ .. أبلغهُ عنِي
بأن الشوقَ أفقدنِي الصوابِ
...
يا ساكنَ القلبِ لا تبرح نواحيهِ فأنت من نبضهِ بالقربِ تُحييهِ
لو صار عندكَ شكٌ أنني بغدٍ
أنساكَ، قل لي : أينسى الوردُ ساقيهِ؟
او صار عندك شك انني بغد
أنساك، قل لي : أينسى الخروف راعيه؟
لَا تَسْأَلِ اللَّيْلَ عَنْ دَمْعِيْ وَعَنْ وَجَعِي
أَيَسْكُنَانِ … وَطَيْفُ الرَّاحِلِيْنَ مَعِي؟!
أَدْرِيْ بِهِمْ رَحَلُوا… مَا عَادَ لِيْ أَمَلٌ!
عَقْلِيْ وَعَىٰ غَيْرَ أَنَّ القَلْبَ لَيْسَ يَعِي!
أَناسِيَةٌ ما كانَ بَيني وَبينَها
وَ قاطِعَةٌ حَبلَ الصَفاءِ ظَلومُ
تَعالَوا نُجَدِّد دارِسَ الوَصلِ
بَينَنا كِلانا عَلى طولِ الجَفاءِ مَلومُ
وَأَيُّ بَلاءٍ بِالمُقامِ لَدَيكُمُ
عَلى غَيرِ وَصلٍ إِنَّ ذا لَعَظيمُ
العباس بن الأحنف
شوقي إليك قريب لا ينائيني
والصبر عنك بعيد لا يدانيني
تركتني في شجوني للورى مثلاً
يميتني الوجد والأشواق تحييني
لا يطلب الورد عطفا من فراشته
بين العاشقين ليس الحب إحسانا
والناس تعشق هذا من طبيعتها
فالمرء لولا الهوى ما كان إنسانا
يا طائر الحب حلق في المدى فرحا
فأنت الحر وأنا لست سجانا
إن كنت ترحل فالذكرى معطرة
ولو رجعت كسوت الجذع اغصانا
أَأشكو من ظلم الحبيبة لقلبي وعمري
وهي التي بيديها إسعاد أيامي وسنيني
فأنا منذ أن أحببت تلك المليحة وأنا
تائه ما بين دروب شكي ويقيني
وقلت لنفسي تلك عيونها الكحيلة
سوف تكون موطني.. سوف تأويني
وظننت أن مرفأ عقشها ملاذاً آمناً
ينقذني من آلام الماضي ويحميني
فتمردت على كل ما كان قبلها وقلت
إنّ ما سبق قبلها لا يهمني ولا يعنيني
ولكن خاب ظني وضاع أملي وحلمي
واتبعت هوى يقتلني ولا يحييني
وبأن أن من أحببتها ظالمة قاسية
بسهام هجرها تصوب وبالتمنع ترديني
فكرت أن أهرب من قصة حب تعذبني
حاولت كالطيور أن أشدو وأنشر في السماء ترنيمي
وقلت لنفسي إن كانت حبيبتك قد غدرت بك
فالدنيا مليئة بالنساء و واحدة منهن سوف ترضيني
فهجرت ما كان ثانية وبحثت عن مرفأ آخر
عن امرأة تأخذني إلى عالم العشق والحب وترميني
بحثت عن امرأة تمسح بيديها كل هموم الماضي
تعرف كيف تفك طلاسم أحزان تعتريني
بحثت حتى أضناني البحث وتعبت
وشارف قلبي أن يهلك وأسقمني تفكيري
وعدت من رحلتي بائس خائب الرجا
أحمل الهم فوق رأسي وجبيني
أعاتب حبيباً لا يكف عن صده وهجرانه
تعود أن يأتي إلي بكؤوس اليأس ويسقيني
تنفث بين ثناياي نار البعد لتكويني
لن أشكوا منها وإن كان ظلمها لي داء
يكفيني منها أنّ نور عينيها من الداء يشفيني
أنت مثلي من الثرى وإليه
فلماذا يا صاحبي التيه والصد
وما صبابةُ مشتاقٍ علي أملٍ
من اللقاءِ كمشتاقٍ بلا أملِ
والهجرُ اقتلُ لي مما اراقِبهُ
أنا الغريقُ فما خوفي من البللِ