أَجرِ حَديثي وَكُن لَهُ فَطِناً
مُستَخرِجاً هَل تَراهُ غَضبانا
وَإِحفَظ عَلَيهِ الحَديثَ مُكتَتِماً
ثُمَّ أَعِدهُ عَلَيَّ إِعلانا
أَبصَرتُهُ في المَنامِ مُعتَذِراً
إِلَيَّ مِمّا أَتاهُ يَقظانا
وَلانَ حَتّى إِذا هَمَمتُ بِهِ
أَيقَظَني ياسِرٌ فَلا كانا
يا نازِحاً قَد نَأى عَنِ الوَطَنِ
أَوحَشتَ طَرفي مِن وَجهِكَ الحَسَنِ
أَذُمُّ فيكَ الهَوى وَأَحمَدُهُ
فيكَ مَزَجتُ السُرورَ بِالحَزَنِ
عِشنا بِأَنعَمِ عَيشٍ
إِلفَينِ كالغُصنَينِ
فَلَم يَزَل عُجبُ عَيني
بِأُلفَةِ الإِلفَينِ
حَتّى رَماني بِسَهمِ ال
مَنونِ عَن قَوسَينِ
أَلَيسَ مِن شُؤمِ بَختي
أَصَبتُ نَفسي بِعَيني
تمنيت عمراً أحبك فيهِ
وَكَمْ راود القلب عِشْقُ البِحار
ولكن حُبُّكِ دربٌ طويلٌ
وأيَّام عمرى ليالٍ قصار
إذا صرت في الأفق أطلال نجمٍ
فيكفي بأنك .. أنت المدار
و أُحسُّ فيك إذا مَرَرت بصفحتي
و قرأت ما سطّرتُ مِن كلماتِ..
أقسمتُ أنّي كدتُ أسمعُ همسَها،
الآنَ تقرأُ خلسـةً ، ، أبياتي...
وأشمُّ في الصفحاتِ عطرَ بنانِها
أنفاسُها لم تخْفَ في الصّفحاتِ..
إنّي لأعلمُ رغمَ كذبِ حديثِها
خطواتُها قد أعقبَت خُطواتي...!!
أنساكَ من عتبي عليكَ ، وأذكرُ
وأموتُ من شوقي إليكَ ، وأنكرُ ..
وتظلّ تسألني ، وتعرفُ جيّداً ،
أني أحبّك فوق ما تتصورُ...!
قد يفسدُ البوح الحكاية... طالما
لا يصدق العشاق ، مهما عبروا..
أنا كلما حاولت فيك قصيدةً ،
أجد الحروف ببعضها ، تتعثر..
إن قلتُ : لا أهوى كذبتُ ، وإن أقلْ :
أهوى كذبتُ ، لأن حبك أكبرُ..!
الحبّ تأويلٌ... وكم من آيةٍ
ضاعت مفاتنها ، ونحن نفسّرُ...
والحبّ من كرم السماء ، فلا تخف
إن النبـوّة دائـماً تتـأخرُ...
علّم دروبك أن تليق بغربتي
فبكلّ عاصفةٍ ، ربيعٌ مُضمرُ..
قلقٌ ، لأنك بعد ألفِ حكايةٍ
لا تعرفُ الأمطارَ كيف تفكّرُ..
قلقٌ.. لأنّ الريح بعض طبائعي
لمّا أجنّ وأنتهي ، وأكسّرُ...!
حاول معي فهم الغمام فإنه
ينهار مثلي ، عندما يتوترُ..
فارم المظلة واستعدّ لكي ترى
كيف الأغاني في يديك ، ستمتطرُ !
من علموك الحب في زنزانةٍ ،
أسروك في حذرٍ، على من تأسرُ...!
وارم المفاتيح التي أعددتها
فأنا ، سأبقى عندما .. أتحررُ..
يا اعدل الناس الا في معاملتي
فيك الخصام و انت الخصم و الحكم
_ المتنبي
يا أجرأ الناس الا في مغازلتي
فيك الغرام و أنت النبض و الالم
دلال البارودي
يا ألطف الناس الا في معاتبتي
أنت الملوم و حولي ترقص التهم
-
يا أعذب الناس الا في محادثتي
لهم حكايا و عندي يقصر الكلم !
يا أجدع الناس الا في مؤازرتي
خاب الرجاء ... و فيك تحطم العشم
سمراءُ يا بُنّ الجمال ونفحِهِ
ياقهوةً منها الفتونُ يضوعُ
من قالَ إن الليل ليسَ بفاتنٍ
ذابت على حسن المساء شموعُ
وبلونهِ عبقُ السكون وغابةٌ
فيها يضمدُ شوقهُ الموجوعُ
ترنوا العيونُ إلى المساء تأملاً
والليل سكرٌ والأنامُ هجوع
للسُمر وقعٌ في الوجود وفتنةٌ
ولهنّ في عمق الفؤادِ وقوع
عِشنا بِأَنعَمِ عَيشٍ
إِلفَينِ كالغُصنَينِ
فَلَم يَزَل عُجبُ عَيني
بِأُلفَةِ الإِلفَينِ
حَتّى رَماني بِسَهمِ ال
مَنونِ عَن قَوسَينِ
أَلَيسَ مِن شُؤمِ بَختي
أَصَبتُ نَفسي بِعَيني
طَيفٌ ألمَّ قُبَيْل منصدعِ الضيا
ليثير من وجدي ويقفل مسرعا
ونأى فكدت أبيح غادة لحظه
نهب الحياة ولا أكون مودعا
هيهاتَ لا يرضى بها ولو انه
رضيَ الحياة لما بقيتُ مروّعا
ابن حيوس
