صَلُّوا عَلىٰ المبعِوثِ فينَا رحْمةً
تُكتَب لكُم عَشْراً لَدىٰ الرحمٰنِ
صَلُّوا عَلىٰ المبعِوثِ فينَا رحْمةً
تُكتَب لكُم عَشْراً لَدىٰ الرحمٰنِ
من شدَّة الحبّ الذي في خافقي
أحببتُ كلّ حبيبةٍ من أهلهِ
الأمّ والأختُ التي في بيتهِ
والجدّة الكبرى وسابعُ أصلهِ
إن كان يحمل لي الوداد بقلبهِ
فلقد حملتُ ودادهُ من قبلهِ
فأدام ربّي مشينا مع بعضنا
لأكون أدنى عندهُ من ظلّهِ
ما لِعيني كُلما أغمضتها لاحَ
في الأجفانِ طيفٌ من سناك
ما الذي أصنعهُ ما حيلتي؟
وأنا في كُل ما حولي أراك
آه أيتها القمم العالية
كم أنت باردة و وحيدة !
فلمَّا تلاقينا نسينا عتابنا
وكان لقاءٌ بالودادِ يجودُ
ألا ليت أيام الوصالِ مديدةُ
وليتَ زمانًا بالودادِ يعودُ
أنا لست أدري أي دربٍ أسلُكُ
كُل الدروب إلى لقائِكَ تُهلِكُ
إن الذي بيسار صدري واحدٌ
خُذ واحدًا تدري بأنك تملكُ
مالي سواك .. فلا تُغادر عالمي
أتظنُ أني في هواك سأُشرِكُ؟
لا والذي أجراك بين نسائِمي
إني أُحبك ليت قلبك يُدركُ
نورك يخطف الأبصار
خفف أنوارك لأراك !
يا من ببُعدكَ قد سلبتَ مشاعري
وحنونُ طيفكَ لا يغيبُ ويرحلُ
فالعينُ حنّت أن تراكَ أمامَها
والدّمعُ من حرّ الصبابةِ مُسبلُ
والروحُ من بعدِ الفراقِ عليلةٌ
والقلبُ في جبرِ اللقاءِ مُؤمّلُ
طالَ الغيابُ وما لوصلكَ حيلةٌ
فمتى بربّك بالسعـادةِ تُقبلُ؟
لن تنطفئ شموع قلبي
مادمت تسهرين فيه
وتغيبُ عنّي ثم تزعمُ أنني أنسى هواكَ وَلَستُ أُدرِكُ ما جرى
أما الفؤادُ ففيكَ يَحْيَا دائمًا
واللهِ ما كَذَبَ الشعورُ ولا افْتَرَى
لو كنتَ أبصرْتَ الفؤادَ وشَوْقَهُ
ما ذاقَ جفنكَ هانئًا طعمَ الكرى
يا غائبًا مَلأَ الحياة بطيفِهِ
أنتَ الوجودُ بكلِّ عيني والورى