ما استُكمِلَت لي فيكَ أول نَظرَةٍ حتى عَلِمتُ بأنَّ حُبَّك فاضِحي
ما استُكمِلَت لي فيكَ أول نَظرَةٍ حتى عَلِمتُ بأنَّ حُبَّك فاضِحي
حسناءُ باهرةُ المحاسنِ عيبُها
أن اكتمال جمالها جبّارُ
لمّا بدت هتف الزمانُ مكبرًا
ثم انحنتْ لجلالها الأزهارُ
ورمى الهواءُ المستفزُّ لثامَها
فتلألأتْ مِن وجهها الأنوارُ
هذي الجميلةُ في مساء ظهورِها
جعلتْ عيونَ الناظرين تحارُ
الوقتُ ليلٌ غير أن ضياءها
أوحى لهمْ أن الزمان نهارُ
أني لأعجب من جمال عينكم ، كيف لها من نظرةِ أن تحتنلني ؟
كفرت ب شتى مفاتن دُنيتي ، وأمنتُ بـ : عينِ بها فتنتني
من قال أن المماتَ مرةً ؟ كم مرةً في حُسنك قتلتني !
"أنا المسجُونُ في حُلمي
وَ في مَنفى انكسارَاتي
أنا في الكون عصفورٌ بلا وطن
أسَافِرُ فِي صَباباتي
أنا المجْنونُ فِي زَمن ٍبلا ليلى
فأيْنَ تكونُ ليْلاتي
يَضيقُ الكونُ في عيني
فتُغريني خَيالاتِي
أنا وطنٌ بلا زَمن ٍ
وَ أنتِ زَمانِي الآتِي"
- فاروق جويدة
تعالي نلتقي يا كلَّ همسي وياراحي وريحاني وحِسّي
كتبتُ إلى وصالِك ألفَ بيتٍ
من الشعرِ الذي كم هزَّ نفسي
ألا يكفي بأنكِ نبضُ قلبي
وأنكِ حاضري وغدي وأمسي
وأنكِ في المحبةِ ألف ليلى
وأنِّي في الهوى مليون قيسِ
على شطآن حبكِ سوف أحيا
كريمًا في الهوى من دون بخسِ
"تاهَت عيوني في بحور عيونِها
وأختَار قلبي أن يغوص فيغرقَ
أوَّاهُ من رِمشٍ أحاط بعينها
سهمٌ توغَلَ في الوَريد فَمزقَ
العَينُ بحرّ والهيامُ قواربٌ
والشرع واجبها بأن تتمزقَ
حَتى إذا ركب الفؤادُ هيامه
شَاء الإلهُ بأن نغوص فنغرقَ"
يا حامل الهم لا تحزُنْكَ عاصِفةٌ
هبّتْ على قلبك الموجوعِ فانهدما
سيبعثُ الله من آفاق رحمتهِ
لطفاً يُرمّمُ في جنْبَيكَ ما هُدِما
طمئن فؤادك فالأقدارُ حانيةٌ
وفي الحياة سرورٌ يعقبُ الألما
وفي السماءِ هدايا الغيب دانيةٌ
يوما ستأتيك بالبُشرى لتبتسما
اذكري ذاك المساء
كيف كنا سعداء
لم يدع عندي هماً
ومحا عنك الشقاء
ملأ الدنيا صفاء
عندما شئت وشاء
كلما أقبلت السحب
فظلَّلن السماء
قاتمات غائمات
يتهادينَ بطاء
لاح نجمٌ من بعيد
فتجلى وأضاء
وتصدَّى قمرٌ راحَ
على الأرض وجاء
إن كنتَ ذا شوقٍ فإني أَشوَقُ
أو كنت ذا عِشقٍ فإني أَعشَقُ
أَولَيتَني حُبّاً وانك صادقٌ
لكِنَّني قَسَماً أَحَبُّ وأَصدَقُ
لا فضلَ لي إذ إِنَّ شخصك مبهجٌ
ومحبَّبٌ من كل لحظٍ يُرمَقُ
ها أنتَ مجموعُ الجَمال فقُل إذاً
ما عُذرُ قلبٍ لا يُحِبُّ ويعشقُ
اضحت شمائلك التي فتكت بنا
منها المحاسنُ كلُّها تتفرَّقُ
وافت صحيفتُكَ التي قد أسفرت
عن صُبح حبّكم الذي لا يُغسِقُ